تصريحات بلقاضي مدير “مراطون آسفي” تُثير ضده سخط عارم وتجره للقضاء مباشرة بعد تصريحات ميلود بلقاضي، الأستاذ الجامعي، ومدير “نصف ماراطون آسفي”، خلال ندوة صحفية، يوم الجمعة الماضي، التي قال فيها إن مدينة آسفي كانت مدينة للإجرام، خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات، طالبه النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، إدريس الثمري، بالاعتذار لأهل آسفي. وقال إدريس الثمري في تدوينة له على صفحته في “فايسبوك”، إن “بلقاضي مطالب بالاعتذار عن قوله في الندوة الصحفية: “…. آسفي باقا آسفي ديال السبعينيات والثمانينيات فيها الإجرام، وفيها، وفيها… ” وختم تدوينته بوسم “آسفي حاضرة المحيط”. ومن جهة أخرى، علمت “اليوم24″ أن المرصد المغربي للدفاع عن حقوق الانسان والحريات، اعتبر أن تصريح بلقاضي اتهاما صريحا ومقصودا في حق ساكنة جعلها مجرمة تسببت في إجرامها في تغيير لقب المدينة من حاضرة المحيط إلى مدينة الإجرام” بحسب وصف الشكاية. وذكرت الشكاية التي توصلت “اليوم24” بنسخة منها قبل تقديمها غدٍ الثلاثاء للوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لآسفي، إن تصريحا كهذا وخاصة بالنسبة للظروف المحيطة به وفق الزمان والمكان والسبب، إذا لم تتم تبرئة المدينة منه قضائيًا سيصبح واقعا وحقيقة يستغلها الخصوم للإيقاع بين الجماهير بالملاعب خلال اللقاءات الرياضية، واستشهدت الشكاية بأحداث الشغب التي عرفتها مراكش كنموذجًا. وطالب المركز الحقوقي، وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالعمل على تبرئة المدينة قضائيًا من تهمة “الإجرام” وبتغريم ميلود بلقاضي درهمًا رمزيًا لصالح مدينة آسفي. وكان تصريح بلقاضي الذي أثار الجدل، أثناء ندوة صحفية تقديمية للعدائين المشاركين في “نصف مراطون آسفي”، الذي نظم صبيحة، أول أمس الأحد، حيث قال بلقاضي “إن المدينة كانت مرتعًا للإجرام في سنوات السبعينيات، والثمانينيات، و"مراطون آسفي" جاء لتحسين صورتها، وخلق هوية لها، مشيرا إلى أنه بفضل "نصف المراطون" أبان عدة مستثمرين أجانب عن نيتهم في الاستثمار في المدينة، حيث كانوا يظنون أنها لاتزال مدينة "الإجرام"، بحسب وصفه. وأضاف المتحدث ذاته: "بفضل نصف مراطون آسفي أصبحت المدينة معروفة، ويكفي أن تقوم بكتابة اسمها على محرك البحث العالمي حتى تعرف النتائج"، وتابع أن المراطون فتح علاقات مع نخب آسفي على المستوى الدولي، وبات بإمكانهم الاستثمار في مدينة آسفي". واحتضنت مدينة آسفي، صباح أمس، نصف الماراطون الدولي، الذي تنظمه "جمعية آسفي رياضة للجميع" والتي يترأسها العداء السابق، إبراهيم بولامي. ومن جهته، قال ميلود بلقاضي في أول خروج له بعد تصريحاته المثيرة، يوم الأثنين، "أنا لم أقل "الإجرام" لأنني جزء من هذه المدينة وإذا اطلقت هذا المفهوم فأنا أيضًا انتمي إليه" وأكد المتحدث ذاته "ثقافتي وتكويني لا يسمحان لي كأستاذ أن استعمل هذا المفهوم". وتحدث بلقاضي عن الإجرام حيث قال في هذا الصدد " آسفي وبحسب الإحصائيات الرسمية لم تكن تنتمي إلى هذا النوع من المدن" واسترسل بلقاضي قائلا " إذا فهم البعض هذا المفهوم "الذي لم استعمله" فأنا اعتذر ليس خوفا من أحدًا أو تقربا لجهة بل من شيمي التي تقول إن الإعتراف فضيلة". وأكد بلقاضي في هذا الصدد " أنا شخص متأثر بالثقافة "الانجلوساكسونية " التي تقول الصغار يُناقشون الأشخاص والكبار يُناقشون الأفكار" بلقاضي تحدث عن الثقافة "الانجلوساكسونية" التي استخدمها كتاب "غاليون" للتفريق بين الغزاة وبين سكان بريطانيا الذين كانوا فيها قبل مجيء "الغزاةّ".