تحتضن مدينة الدارالبيضاء صباح بعد غد الأحد نصف المراطون الدولي في نسخته الثالثة، وذلك بعد غيابه العام الماضي لأسباب تنظيمية. وقالت مديرة نصف الماراطون أمل الحداوي في الندوة الصحفية التي عُقدت مساء أول أمس الأربعاء، إن صعوبات كثيرة متعلقة بالتنظيم واجهتها العام الماضي مما أدى إلى إلغاء السباق، وأضافت: "الموسم الماضي استحال إجراء نصف المراطون لأن الدارالبيضاء كانت تعرف إجراء عدة أشغال وإصلاحات مما جعلها تشبه غزة". وانطلقت الندوة متأخرة بساعة عن موعدها المحدد بسبب انتظار النائب الأول لرئيس مجلس البيضاء محمد بريجة الذي كان قادما من مقر البرلمان بالعاصمة الرباط. وقالت مديرة نصف الماراطون: "نحن في البداية، ونحاول قدر الإمكان إنجاح هذا السباق رغم المشاكل المادية التي تحول دون استقطاب عدائين عالميين، بسبب غياب المستشهرين، لكني واثقة أننا سنصل يوما إلى ما نهدف إليه وسيبحث عنا المستشهرون للتعاقد معنا. وبالنسبة للهواة فإني أود أن أشير إلى أننا نستهدف بشكل أساسي سكان الأحياء الشعبية من مختلف الأعمار، ونضمن لهم المشاركة بالمجان على عكس بعض الجهات الأخرى التي تفرض مقابلا ماديا نظير المشاركة". وتم التطرق خلال الندوة إلى قلة المستشهرين والاكتفاء بنفس الأسماء التي دعمت نصف المراطون في نسختيه السابقتين، إذ أكد محمد مشيش، رئيس عصبة البيضاء لألعاب القوى، أن المغرب لا يتوفر بعد على ثقافة الاستثمار في الرياضة رغم أنها منتوج مربح. وأضاف: "في عدة تظاهرات رياضية يتم جلب المستشهرين عبر العلاقات الشخصية، وبالنسبة إلى جامعة ألعاب القوى فإنها لا تقدم أي دعم لمنظمي السباقات، لسبب بسيط هو أن الجامعة القديمة وقعت ضحية استغلال بعض المنظمين وأمضت شيكات بمبالغ ضخمة. أما الآن فإن الجهات المنظمة مطالبة بالبحث عن مستشهرين لتمويل سباقاتها". أما محمد بريجة فأوضح أن مساهمة مجلس مدينة البيضاء ستتمثل في إيواء واستقبال المشاركين، إضافة إلى توفير المسائل اللوجستيكية كمنصات التتويج والحواجز الأمنية وغيرها. وقالت أمل الحداوي: "بعد نجاح النسخة الثانية لنصف المراطون في 2008، التي عرفت مشاركة حوالي 8000 شخص، نتطلع هذا العام إلى بلوغ 10 آلاف مشارك ومشاركة. أما فيما يخص توقيت هذا السباق، فنعلم أنه يتزامن مع فترة التحضير للامتحانات بالنسبة إلى التلاميذ والطلبة ولكني أظن أن ذلك لن يؤثر في شيء". وأكدت الحداوي أن السباق كان من المفروض أن ينظم يوم 16 ماي، غير أن تزامنه مع الاحتفال باليوم الوطني لرجال الأمن حال دون إجرائه. وتكتم منظمو نصف المراطون عن الجوائز المالية المخصصة للفائزين، في حين تمت الإشارة إلى أن 15 جائزة ستكون مخصصة للرجال و10 جوائز بالنسبة إلى النساء، وأن عدد المتقدمين بطلب المشاركة فاق 3000 إلى غاية صباح الأربعاء، 1500 منهم سُجلوا عن طريق الإنترنت الذي سهل مأمورية المشاركين. واعتبر المنظمون أن العداء المغربي رشيد كسري سيكون هو أكبر مرشح للفوز بنصف المراطون، إذ يحتل الصف 18 في الترتيب العالمي للمراطون، كما حقق توقيت ساعتين وست دقائق و48 ثانية في نصف مراطون باريس سنة 2009، واعتبره المدير التقني لنصف مراطون البيضاء، سعيد الكرمالي، أفضل من البطلين جواد غريب وعبد الرحيم الكومري في ال 25 كلم. وبالإضافة إلى العدائين المغاربة الذين شارك معظمهم في سباق 15 كلم بالجزائر كعبد الله تغرافت وعبد الرحيم العسري، فإن الدعوة وجهت إلى عدائين من إثيوبيا كبيراهانو تورشا الذي سبق له أن شارك في النسخة الثانية، وآخرين من كينيا وإرثيريا والبوروندي وتنزانيا. أما بالنسبة إلى النساء فإن المغربية زهور القمش تبدو أكبر مرشحة للفوز بالمركز الأول، وستنافسها على ذلك مواطنتها مليكة بلفقير والكينية مريام وانغاري الفائزة بنصف مراطون البيضاء في 2008، والتي شاركت كذلك في نصف المراطون الأخير الذي نظمته شركة الخطوط الجوية المغربية.