اعتقلت السلطات الجزائرية العشرات من المواطنين إثر الإحتجاجات العارمة التي شهدتها البلاد، أمس الجمعة، وضمنها العاصمة تنديدا بترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وكشفت مصالح الأمن الجزائرية، اليوم السبت، في بيان مغتضب، أنها اعتقلت "41 شخصا بسبب الاخلال بالنظام العام، والاعتداء على القوة العمومية وتحطيم ملك الغير"، وفق ما نقله TSA المحلي. ولم تحدد مصالح الأمن في أي الولايات التي تم فيها تنفيذ الاعتقالات، وبنفس الطريقة، كما لم تشر إن كانت أسباب التوقيف ترجع إلى مسيرات أمس. وكان مئات الآلاف من الجزائريين قد استجابوا لدعوات أطلقها نشطاء للخروج أمس الجمعة، للتنديد بترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، حيث شهدت كل مدن الجزائر تقريبا خروج المواطنين. وحسب المصدر ذاته، فقد خلت مسيرات أمس من ترديد أي شعارات حزبية أو إقليمية أو إديولوجية، حيث ركز المشاركون هتافاتهم ضد العهدة الخامسة، كما مقاطع فيديو أظهرت رفع شعارات تطالب بإسقاط النظام ضمن المسيرات ذاتها. وفي الجزائر العاصمة، التي كانت محل اهتمام، غزا الآلاف من المواطنين الشارع بعد صلاة الجمعة، انطلاقا من ساحة أول ماي، وباب الواد، وجابت الشوارع الرئيسية على غرار شارع حسيبة بن بوعلي، والبريد المركزي، وشارع العربي بن مهيدي، قبل أن يحاول المتظاهرون بلوغ مقر رئاسة الجمهورية في المرادية بأعالي العاصمة، غير قوات الأمن منعتهم من ذلك. وعمل المتظاهرون وأغلبهم من الشباب على تحدي الخوف الذي حاط بالجزائر العاصمة منذ الصباح بنشر شرطة مكافحة الشغب على طول الأحياء الرئيسية للجزائر العاصمة. نفس الأجواء عاشتها مختلف المدن تقريبا، سواء في منطقة القبائل، أو في جنوب البلاد، حيث خرج الناس إلى الشوارع ، كما هو الحال في تقرت، وأيضا في سطيف ، وهران ، عنابة. وغطت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، هذه المظاهرات بطريقة غير مسبوقة، ونقلت في تقريرها أن “مئات المواطنين، أغلبهم من الشباب، تجمعوا اليوم بعد صلاة الجمعة، في الجزائر العاصمة، وبمناطق أخرى من البلاد، تعبيرا عن مطالب ذات طابع سياسي”. وذكرت الوكالة أن المتظاهرين رفعوا شعارات من قبيل: “نعم للعدالة”، و”مسيرة سلمية”، و”تغيير وإصلاحات”، “مطالبين بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة جديدة”. ولم يحدث سابقا أن نشرت الوكالة الرسمية، أخبارا أو تقارير حول احتجاجات لها طابع سياسي في البلاد، خصوصا حين يرفع المتظاهرون مطالب للتغيير، أو دعوات لرحيل الرئيس أو حتى الحكومة. وفي 10 فبراير الجاري، أعلن بوتفليقة، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، تلبية “لمناشدات أنصاره”، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على “إصلاحات عميقة” حال فوزه.