تزامنا مع الذكرى الثامنة لحراك “20” فبراير، يرى القيادي في جماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، أن الكثير تغير بعد حراك 2011، بل إن مغرب ما بعد 2011 لم يعد كما كان قبله. ويضيف بناجح في حديثه ل”اليوم 24″، أن الشيء الوحيد الثابت هو استمرار الفساد، ثم الشروط التي أدت إلى الانتفاضة ضدهما سنة 2011، “ومادامت تلك الشروط مستمرة، بل استفحلت أكثر من أي وقت مضى، فإن الثابت والمؤكد أيضا هو حتمية تكرار الانتفاضات والحراكات الشعبية إلى حين إسقاط الاستبداد والفساد”. ويشير بناجح، إلى أن ما حدث في 2011 لم يكن معزولا، فقد جاء ضمن سيرورة من تراكمات نضالية وحراكات متتالية “ولا أدل على ذلك من حصيلة التضحيات والشهداء والمعتقلين من كل التوجهات خلال عقود ما قبل 2011، لكن ما حدث بعد 2011 يعتبر تطورا مهما جدا، فمما تغير بعد هذا التاريخ وخلال الثماني سنوات الماضية كثير نجمله في سقوط حاجز الخوف، وتبخر آخر بصيص من الثقة في الوعود الرسمية”. كما يعتبر بناجح أن لحظة الحراك، أثبتت صدقية ما كانت مقاربة عدد من القوى المعارضة، ومنها جماعة العدل والإحسان، بأن الفساد بنيوي، وأن هذه البنية هي المسؤولة عن كل الأزمات، ولا يمكن تصور مباشرة أي إصلاح دون تغيير واحترام لإرادة الشعب، بالمحاسبة وعدم الجمع بين السلطة والثروة. ويرى بناجح، أن الحراك كان مفتاحا لعودة الأسئلة الكبرى إلى الساحة، وارتقاء الشعب مما يصفه بالمطالب الخبزية الطبيعية والمشروعة، إلى المطلب التأسيسي الذي يعتبر هو المدخل الأساسي لتحقيق حرية وكرامة وعدالة، ويخلص بناجح إلى أن المجتمع أصبح اليوم “أقرب إلى تحقيق الأمل الشعبي في التغيير أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكن كبح أو إعادة التاريخ إلى الوراء”.