في ظل التوتر المتصاعد على المستوى الإقليمي والدولي وتنامي المخاطر البحرية، يسعى الجيش المغربي إلى تعزيز أسطوله البحري بغواصات من أجل خلق التوازن مع الجيش الجزائري الذي يتوفر على أكثر من غواصتين، فيما تبقى الاقتراحات الأولوية المطروحة إلى حدود الساعة لدى الجيش المغربي، غواصات يونانية مستعملة؛ كما لا يُستبعد أن يلجأ إلى الغواصات الروسية. هذا ما كشفه تقرير إعلامي لصحيفة “إلكونفدينثيال ديجيتال”، المقربة من المخابرات العسكرية الإسبانية. الصحيفة نقلت عن مصادر عسكرية إسبانية أنه على الرغم من التطور الكمي والنوعي والتكنولوجي الواضح للجيش المغربي في السنوات الأخيرة، إلا أنه “ينقصه شيء ما: المغرب ليست لديه غواصات”، لهذا يسعى الجيش المغربي “في الشهور المقبلة إلى مضاعفة الجهود للحصول عليها”. وتابعت أن “قيادة الجيش الإسباني توصلت بمعلومة تفيد بأن المغرب كثف جهوده في البحث عن غواصات، لاسيما بعد الخطوات التي قام بها الجار والعدو الجغرافي الجزائري”. إذ أن الجزائر أعلنت، مؤخرا، تعزيز أسطولها الحربي بغواصات من نوع Type 636M ‘Kilo' من روسيا، التي تُعتبر الحليف والمزود الرئيس للجيش الجزائري بالأسلحة؛ وهي من أبرز الغواصات الصامتة في العالم. ومن المنتظر أن تنضاف الغواصتان الروسيتان الجديدتان إلى غواصتين أخريين روسيتين سبق وحصلت عليهما الجزائر سنة 2014. علما أن الجزائر، وفق المصدر ذاته، لديها أربع غواصات أخرى من نوع Kilo قديمة ومتهالكة تصلح للدفاع البحري فقط. وأشار المصدر ذاته إلى أن المخابرات العسكرية الإسبانية على علم بمخططات المغرب للحصول على الأقل على غواصة يوجهها إلى القاعدة العسكرية البحرية الجديد بمدينة لقصر الصغير، لتعزيز أسطوله البحري في المحيط الأطلنتي، و”كخطوة أولى لتقليص الفارق مع خصمه الجزائر في ما يخص سلاح الغواصات”، على حد قول الصحيفة الإسبانية. وأوضح، كذلك، أن الجيش المغربي طرح مجموعة من الخيارات، من بينها شراء غواصة روسية من نوع Amur، وهي سفينة من الجيل الخامس قادرة على التزود بتقنية الدفع اللاهوائي (AIP) التي تقلل إلى حد كبير من الحاجة إلى الأوكسجين وتزيد من الوقت الذي يمكن البقاء فيه تحت الماء؛ أما الخيار الآخر فهو شراء غواصات مستعملة. وأردف المصدر عينه أنه كان هناك سنة 2017 تقارب بين البحرية المغربية واليونانية، يرجح أن الهدف منه شراء بعض الغواصات اليونانية المستعملة، وذلك للتدرب عليها في أفق شراء غواصة حديثة ومتطورة. ولم يخف المصدر ذاته أن توجه المغرب لتعزيز أسطوله بالغواصات وسعي الجزائر لشراء غواصات جديدة، في ظل التحديات الأمنية المطروحة في مضيق جبل طارق، دفع المؤسسة العسكرية الإسبانية إلى فتح النقاش حول ميزان القوى العسكري في مضيق جبل طارق. وأعزت هذا الاستنفار الإسباني إلى كون البحرية الإسبانية تتوفر على غواصة واحدة “غير كافية” لمراقبة كل سواحل جبل طارق وبحر البوران. لكن من المنتظر أن تعزز أسطولها في الأيام المقبلة بغواصات من “S-80”. على صعيد متصل، يبدو أن المخابرات العسكرية الإسبانية متوجسة من تجديد وتطوير الجيش المغربي لقدراته العسكرية، إذ أبرزت مصادر عسكرية إسبانية أن الطفرة التكنولوجية التي مر بها المغرب جديرة بالملاحظة بشكل خاص. فيما بينت الصحيفة أن المغرب عزز أسطوله الحربي في السنوات الأخيرة بطائرات إف 16 حديثة، ومنظمة من الجيل الأخير، ودبابات من طراز “أبرامس” خضعت للصيانة والتحديث في أمريكا، علاوة على طائرات بدون طيار، بل أكثر من ذلك يتوفر على قمر اصطناعي تجسسي “محمد السادس أ”. إلى جانب تجريبه ثلاث طرادات وفرقاطة فرنسية من طراز FREMM، وتدشين القاعدة البحرية الجديدة بالقصر الصغير.