اعتبر نشطاء حقوقيون مغاربة في فرنسا أن نسف ندوة واقع حرية الصحافة بالمغرب، التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب (ASDHOM)، ودُعي إلى المشاركة فيها كل من الصحافية بجريدة “L'Humanité” الفرنسية، روزا موساوي، والحائزة على جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، خديجة الرياضي، والناشط الحقوقي والصحافي هشام المنصوري، (النسف) أعطى إشعاعا أكبر من الذي كان متوقعا من الندوة التي كانت موجهة لعدد قليل من المغاربة المقيمين في باريس، والذين لا يتعدون 40 شخصا. الندوة التي، حسب تصريح المنظمين، نسفها “بلطجية” و”أفارقة مرتزقة” تم استقدامهم لهذا الغرض، كان من المنتظر أن تسلط الضوء على الاعتقال التحكمي للصحافي توفيق بوعشرين، واعتقال الصحافي حميد المهدوي، وغيرهما من الصحافيين والمدونين الذين اعتقلوا في سياقات مختلفة، وأيضا لوضع المنابر الصحافية التي تتعرض للمضايقات. حضور البرلمانية حنان رحاب، المعروفة بتحاملها على الصحافي توفيق بوعشرين، إلى جانب المحامي محمد كروط، الذي قام بالأدوار نفسها، في ندوة موجهة إلى المغاربة المقيمين في باريس، أثار ارتياب المنظمين منذ الوهلة الأولى. عن ذلك يقول عزيز بن عبد الرحمان، عضو مكتب ASDHOM: “إنني أطرح سؤالا حول حضور حنان رحاب، فقد كانت إلى جانب بعض النساء اللواتي جلسن في الصفوف الأولى، يطالبوننا بترك المشوشين يتحدثون بمبرر حرية التعبير، مع أنهن يعلمن أن هناك مداخلة وأنه لا يمكن مقاطعة المتدخلين”. وحسب ما أظهره شريط الفيديو، فمباشرة بعد انطلاق مداخلة خديجة الرياضي، بدأ أشخاص داخل القاعة بالتفوه بكلام ناب وبصوت مرتفع، قبل أن يبادر أحدهم إلى حمل كرسي وضرب شخصا آخر به. كما أظهرت الكاميرا مواطنين “أفارقة” من جنوب الصحراء، وهم يحتجون على الندوة، دون أن يحددوا بالضبط سبب احتجاجهم، قبل أن يتم إطفاء أنوار القاعة وإطلاق رائحة كريهة اضطرت الحاضرين إلى مغادرة القاعة. وقد اتصل مسؤولو جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، بالشرطة التي حضرت إلى عين المكان وفتحت محضرا في الموضوع. وحسب ما علمت به “أخبار اليوم”، فإن عددا من الحقوقيين المغاربة المقيمين في فرنسا وجهوا رسالة احتجاج إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أن “ASDHOM” بدأت إجراءات رفع دعوى قضائية ضد بعض الذين تم التعرف عليهم ممن ساهموا في نسف الندوة. وحسب تصريح للمؤرخ الفرنسي جون بول، الذي كان حاضرا في الندوة، فإن أحد الأشخاص الذي كان يجلس بالقرب منه قام بجر سترة شخص آخر وأشار إليه بأنه لم يحن بعد وقت إحداث البلبلة، “ففهمت بأنه هو الشخص المسؤول عنهم”، يقول المؤرخ الفرنسي، مضيفا: “بعدها بلحظات أعطيت الإشارة لهؤلاء “الأفارقة” ليشاركوا في عملية التشويش على المداخلات ونسف النشاط الحقوقي”. أحد الحاضرين في الندوة، قال في شريط الفيديو الذي وزعه نشطاء حقوقيون: “كيف يأتي مجموعة من الشباب الإفريقي في باريس إلى محاضرة تتعلق بحرية الصحافة في المغرب، ويتم تدجينهم في هذا الصراع؟ لقد كنت إلى جانبهم ولاحظت كيف أنهم انتفضوا لما أُعطيت لهم الإشارة”. عزيز بن عبد الرحمان، عضو مكتب ASDHOM، قال إن “هؤلاء مرتزقة جيء بهم للمواجهة في حالة حدث اشتباك عنيف، وبالفعل فأثناء الندوة أمسك أحدهم كرسيا وضرب به شخصا آخر”، مضيفا: “لو أن هؤلاء كانوا أناسا حضاريين، لكانوا قد أخذوا الكلمة وناقشوا المحاضرين في أفكارهم، وأعطوا وجهة نظرهم”، مضيفا: “بالنسبة إلي، فهذه أول مرة، خلال ال15 أو ال20 سنة الأخيرة، لم يحدث مثل هذا الأمر في باريس”. وحسب ما أكد المسؤول الفرنسي عن القاعة، للمنظمين، فإن شخصا جاء إليه قبل حوالي أربعة أو خمسة أيام من تنظيم النشاط، وأخبره بأنه من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب (ASDHOM)، وطلب منه السماح له بمعاينة مرافق القاعة، و”عندما رأينا كيف أن المشوشين قاموا بقطع النور عن القاعة يوم النشاط، عرفنا الغرض من زيارتهم للقاعة قبل أيام من الندوة”، يقول عزيز بن عبدالرحمان.