كشفت مصادر مطلعة أن الملك محمد السادس والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن، نائبة رئيس اللجنة الأوروبية فيديريكا موغيريني، لم يتحدثا بشكل مباشر أثناء استقبالها يوم 17 يناير الجاري بالقصر الملكي بالرباط، عن الدعم المالي الأوروبي الإضافي الموجه إلى المغرب من أجل مواجهة تحديات أكبر أزمة للهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا منذ ظهور ظاهرة قوارب الموت سنة 1988. وأضافت المصادر ذاتها، وفق ما أوردته صحيفة “إلباييس”، أن مسألة مطالبة المغرب بالمزيد من الدعم المالي الإضافي الأوروبي لم تطرح، أيضا، بشكل مباشر، خلال اللقاءات الأخرى مع باقي المسؤولين السامين المغاربة. وعن السبب الرئيس لتجنب الخوض في موضوع الدعم المالي الأوروبي الإضافي للمغرب، رغم تأكيد مسؤولين مغاربة في أكثر من مناسبة ضرورة مساهمة الاتحاد الأوروبي في دعم جهود المغرب لمحاربة تفاقم الهجرة السرية بعد إغلاق البوابتين التركية- اليونانية والليبية-الإيطالية؛ كشفت الصحيفة ذاتها أن موضوع الدعم الأوروبي يحضر بقوة في العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد، إذ أن السلطات المغربية “تكتفي بنقل شكاواها إلى نظيراتها الإسبانية”، والتي تقوم بدورها بالضغط على بروكسيل والحديث باسم المغرب والدفاع عن حقه في الاستفادة من الدعم المالي. وتابعت أن “الاستراتيجية الإسبانية الآنية لوقف الهجرة السرية إلى السواحل الإسبانية تتجلى في توثيق التعاون مع المغرب”، في ظل ضعف أمل إيجاد الاتحاد الأوروبي حلا لأزمة الهجرة. مصادر حكومية إسبانية كشفت، كذلك، أن السلطات المغربية تطالب بتخصيص دعم مالي لها لا يرتبط بالمفاوضات السياسية الظرفية، بل إنه يدرج بشكل رسمي في ميزانية الاتحاد الأوروبي. وتضيف أن “هذا المبلغ المالي ليس من الضروري أن يكون كبيرا جدا، بل المهم أن يكون دائما”. لهذا تحاول الحكومة الإسبانية إقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة تخصيص دعم مالي دائم للمغرب لمواجهة الهجرة السرية، كما تعتقد أن تخصيص 140 مليون أورو للمغرب السنة الماضية يعتبر خطوة أولى، في انتظار تسليم الدعم كاملا وجعله سنويا. وعلى صعيد متصل، احتضنت دولة قبرص قمة أوروبية مصغرة جمعت الدول السبع لغرب المتوسط، حيث نوقشت آخر تطورات الهجرة السرية انطلاقا من المغرب وبلدان أخرى إلى أوروبا، كما تم التباحث بخصوص التوصل إلى سياسة هجرة مشتركة أوروبية. وعرفت القمة مشاركة رئيس قبرص، نيكوس أناستاسياديس، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء إيطاليا، جوزيبي كونتي، ورئيس وزراء اليونان، أليكسيس تسيبراس؛ والبرتغال، أنطونيو كوستا، ومالطا، جوزيف مسقط، إضافة إلى وزير الشؤون الخارجية الإسباني، جوزيب بوريل. وتشير أرقام الداخلية الإسبانية إلى أن 64 ألف مهاجر سري، من بينهم مغاربة، وصلوا إلى إسبانيا خلال السنة الماضية، علما أن أغلبهم وصلوا انطلاقا من السواحل المغربية.