يبدو أن الحوار القائم بين كتابة الدولة المكلفة بالنقل، ومهنيي الشاحنات، لم ينجح في تسوية ملف مراقبة الحمولة بشكل نهائي. فقد دعا أرباب الشاحنات المنضوين تحت لواء اتحاد النقابات المهنية بالمغرب، مهنيي النقل إلى خوض إضراب وطني جديد، احتجاجا على إقصاء وزارة النقل لمطالب المهنيين، وفي مقدمتها عدم الاستجابة لمطالبهم بخصوص مراقبة الحمولة حسب القوة الجبائية، وحل مشكل ارتفاع أسعار المحروقات وتجديد حظيرة شاحنات نقل البضائع. وفي هذا السياق، كشف الناجي عبد الواحد، الكاتب العام لأرباب الشاحنات في اتحاد النقابات المهنية، في اتصال مع “أخبار اليوم”، أن “الوزارة تتماطل في الالتزام بالوعود التي قطعتها على نفسها، وقدمتها للمهنيين في وقت سابق، لحل الإشكالات العالقة وفي مقدمتها الحسم في حمولة الشاحنات وإيقاف حملات المراقبة”. وأكد الناجي أن “جميع الوعود التي التزمت الوزارة لم تنفذها وهي تصر على إقصاء أكثر من 80 في المائة من المهنيين الذين يمثلون شريحة كبيرة من حظيرة نقل البضائع”، في الوقت الذي تكتفي فيه وزارة بوليف يضيف المتحدث ب”الحوار الجزئي مع أرباب شاحنات الحمولة الثقيلة”. وشدد المسؤول النقابي على أن “الإعلان عن إضراب جديد، هو موقف خلص إليه الجمع العام الوطني لأرباب الشاحنات الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي، الذي تبين له من خلال تقييم الوضع الذي يمر منه مهنيو النقل بأن الوزارة لم تلتزم بالتواريخ المحددة للحسم في تعديل الحمولة”. كما أوضح المتحدث النقابي، أن المضربين يطالبون الوزارة كذلك، بالحسم في تقديم الدعم المالي لتجديد أسطول نقل الشاحنات، ومنحهم دعم “الكازوال” بسبب الارتفاع الصاروخي لأثمنة المحروقات، كما يشددون على ضرورة تحسين وضعية مهنيي النقل، ومنحهم امتيازات تشمل التغطية الصحية والضمان الاجتماعي، وهي المطالب التي قال الناجي: “إنها لا تزال عالقة دون أن تستجيب لها الوزارة الوصية”. وكشف القيادي في اتحاد النقابات المهنية للنقل، أن أرباب الشاحنات يطالبون من وزارة النقل فتح حوار جاد ومسؤول، من أجل اتخاذ قرارات تكون في صالح المهنيين والقطاع برمته، مشيرا إلى أن الوزارة لم تف بالتزاماتها التي تم الاتفاق عليها. إلى ذلك كان محمد نجيب بوليف كاتب الدولة المكلف بالنقل، نجح مؤخرا في التوصل إلى اتفاق مع مهنيي نقل البضائع، أسفر عنه إعلانهم تعليق إضرابهم المفتوح، وقال “إن مشكل حمولة الشاحنات على طاولة الحوار مع المهنيين”، مشيرا إلى “إحداث لجنة مكلفة مع المهنيين تتدارس جميع الإشكاليات المرتبطة بالحمولة والتركيز على جوانبها التشريعية والسلامة الطرقية”. كما سبق لأرباب شاحنات نقل البضائع، أن خاضوا أشكالا احتجاجية، قبل شهر للمطالبة بحل الإشكالات المرتبطة بالحمولة، وبشروط منح البطاقة المهنية، وطالبوا بتخصيص دعم “الكازوال” وتجديد الأسطول.