يُطلق الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، اليوم الثلاثاء” من منطقة النورماندي، شمال البلاد “الحوار الوطني الكبير”، الذي سيجري عبر مختلف المحافظات، والبلديات إلى غاية، منتصف مارس المقبل، على أمل حل أزمة “السترات الصفراء”، المستمرة منذ نحو شهرين. وسيتضمن الحوار، حسب وسائل إعلام فرنسية، أربعة ملفات أساسية؛ القدرة الشرائية، والضرائب، والديمقراطية، والبيئة، وهي تعكس المطالب الاجتماعية، والسياسية ،والضريبية البارزة، التي طرحها الحراك الشعبي. ودعا ماكرون، قبل يومين، الفرنسيين إلى المشاركة في الحوار الوطني لبحث سبل الخروج من هذه الأزمة، التي فجرتها حركة احتجاجات واسعة، والتي انطلقت في عموم البلاد، منذ شهرين. وجاء ذلك عبر رسالة وجهها ماكرون إلى مواطنيه على الموقع الإلكتروني لقصر الإليزيه، وتغريدة على حسابه في موقع تويتر، حث فيها الشعب الفرنسي على “تحويل الغضب إلى حلول”. Lettre aux Françaishttps://t.co/GInvgaQrhe — Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) January 13, 2019 وعلى مدى 9 أسابيع، حافظت حركة السترات الصفراء على زخمها الجماهيري، إذ تمكن ناشطوها، يوم السبت الماضي، من حشد 84 ألف شخص في كل أنحاء البلاد، للتنديد بالسياسات الاقتصادية، والاجتماعية للحكومة الفرنسية. انتقادات للحوار الوطني قبل بدئه! إن العديد من أصحاب “السترات الصفراء” سارعوا إلى انتقاد “الحوار الوطني الكبير”، وقال أحدهم “جان جاك”، من ستراسبورغ، والبالغ من العمر تسعة وخمسين سنة، إن “النقاش في الشارع وليس في قاعة ولا عبر الأنترنت”. كما لا تبدو جميع الأحزاب مستعدة للمشاركة في هذا الحوار، حيث اعتبرت “دانيال سيمونيه”، القيادية في حزب فرنسا الأبية (يسار راديكالي) أن دعوة ماكرون “مجرد تضليل لوأد” التحرك. واعتبر “فاليران دي سان جوست”، المسؤول في حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، في حديث صحفي، أن اقتراح الرئيس الفرنسي “ليس على مستوى التحديات”، لافتا الانتباه إلى أن السلطات تسعى عبر هذا الحوار “إلى كسب الوقت”. وفي المقابل، أعلن حزب الجمهوريين اليميني المعارض أنه سيحاول تقديم الدعم إلى هذه الاستشارة، حسب ما قالت المتحدثة باسمه “لورانس ساييه”: “لأننا نريد الخروج من الفوضى”، مع “إبداء تحفظات عن الأسلوب”. الحكومة تطمئن الفرنسيين وحاولت الحكومة، عبر المتحدث باسمها “بنجامين غريفو” الحد من المخاوف، والذي أكد أن “الفكرة تقضي بالتوجه إلى كل أراضي الجمهورية، وعدم نسيان أحد” في إطار هذا الحوار. كما اعتبر سكرتير الدولة، منير محجوبي، أن “هناك وعيا فعليا لما يحصل، وسيتغير كل شيء مع هذا الحوار”.