من المقرر أن يعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، انطلاق الحوار الوطني الكبير لحل أزمة السترات الصفراء". وسيلقي ماكرون كلمة قصيرة أمام 600 عمدة بلدية أثناء مراسم افتتاح أعمال الحوار، التي ستجري في قاعة الألعاب الرياضية ببلدة غراند بورتيرولد شمال البلاد. وسيكون هذا الخروج الأول لماكرون منذ أكثر من شهر تحت إجراءات أمنية مشددة. وقد دعت "السترات الصفراء" وبعض النقابات الفرنسية للتظاهر في المكان الذي سيكون فيه ماكرون تحت شعار "سنحاول الاقتراب منه قدر الإمكان". وتعددت ردود الفعل من طرف الطبقة السياسية في فرنسا عقب الكشف عن الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي ماكرون للفرنسيين، قبل ساعات من انطلاق "الحوار الوطني الكبير" الذي من شأنه إيجاد حل للخروج من أزمة "السترات الصفراء". وتأسف اليسار لرفض ماكرون فتح نقاش حول الإصلاحات الضريبية، فيما اعتبر اليمين المتطرف أن السلطات تسعى عبر هذا الحوار "إلى كسب الوقت". قبل ساعات من انطلاق "الحوار الوطني الكبير" الذي طرحه الرئيس الفرنسي لإيجاد حل لأزمة "السترات الصفراء" في فرنسا، تبقى مشاركة الأحزاب السياسية فيه غير مؤكدة، حيث تعددت ردود أفعالها عقب الكشف عن الرسالة التي وجهها ماكرون للفرنسيين. واعتبرت دانيال سيمونيه القيادية في حزب فرنسا الأبية (يسار راديكالي) أن دعوة ماكرون "مجرد تضليل لوأد" التحرك. كما اعتبر فاليران دي سان جوست، المسؤول في حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، أن اقتراح الرئيس الفرنسي "ليس على مستوى التحديات"، لافتا إلى أن السلطات إنما تسعى عبر هذا الحوار "إلى كسب الوقت". في المقابل فإن حزب الجمهوريين اليميني المعارض أعلن أنه "سيحاول تقديم الدعم إلى هذه الاستشارة لأننا نريد الخروج من الفوضى" بحسب ما قالت المتحدثة باسم الحزب لورانس ساييه، مع "إبداء تحفظات على الأسلوب". كما قال فرانسوا بايرو المسؤول في حزب الحركة الديمقراطية الوسطي "بالنسبة إلى المجتمع الفرنسي، فإن الحوار يمكن أن يكون مهما جدا ومفيدا، حتى لو أن كثيرين سيسعون لعرقلته". ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد رسالة إلى الفرنسيين دعاهم فيها إلى "الحوار الوطني الكبير" لبحث سبل الخروج من الأزمة التي تسببت بها حركة "السترات الصفراء" منذ نحو شهرين. ونشر ماكرون رسالته على الموقع الإلكتروني لقصر الإليزيه وتغريدة على حسابه في موقع تويتر، حث فيها الشعب الفرنسي على المشاركة في هذا الحوار و"تحويل الغضب إلى حلول". وكان ماكرون وعد بهذا الحوار في ديسمبر الماضي، لدى إعلانه إجراءات عدة تجاوبا مع حركة "السترات الصفراء". ويريد ماكرون من رسالته هذه دعوة الفرنسيين إلى الاستفادة من فرصة الحوار.