تعرض وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، لانتقادات واسعة بعدما امتنع عن الإدلاء بتصريح إعلامي يوم السبت، على اعتبار أن المواطنين اليهود لا يعملون في هذا اليوم، حيث طالبه البعض بالفصل بين واجباته الدينية وعمله الحكومي، وفق ما نقلته القدس العربي. وجاء ذلك في سياق اتهامات وجهت لوزارته بدعم ورعاية حفلات يعتزم فنانون تونسيون إحياءها في إسرائيل، حيث أثارت هذه القضية موجة من الغضب في البلاد، تزعمها رافضون للتطبيع فيما ارتفعت مطالب بمحاكمة هؤلاء الفنانين. وذكر الإعلامي الهادي زعيم، مقدم برنامج "نجوم" على إذاعة "موزاييك"، إلى أنه اتصل بوزير السياحة روني الطرابلسي اليهودي الديانة، للاستفسار حول هذا الأمر، إلا أن الأخير لم يجيب عليه، فيما أكد مساعدوه أنه لا يعمل يوم السبت، المخصص لأداء الواجبات الدينية للطائفة اليهودية. وتعرّض الطرابلسي لموجة انتقادات من قبل عدد من الإعلاميين والنشطاء، حيث قالت الإعلامية والمحامية سُنية الدهماني :"تونس دولة مدنية، والديانة لا تدخل في العمل السياسي. لو افترضنا وقوع كارثة في القطاع السياسي في البلاد، هل يجلس وزير السياحة في منزله؟". وأضافت "نحن في دولة مدنية، واليهودي والمسلم على حد سواء معنيون بهذا الأمر، وعليهم الالتزام بالعمل (والتفريق بين واجباتهم الدينية وعملهم). فيما قال المحامي فتحي المولدي (ساخرا) "هذا يعني أنه على الوزراء المسلمين عدم العمل يوم الجمعة، وعلى رئيس الحكومة تعيين وزير للسياحة يعمل فقط يوم السبت!". وكان قرار تعيين الطرابلسي في الحكومة التونسية أثار جدلا كبيرا في تونس، حيث وجه بعض السياسيين انتقادات لرئيس الحكومة، كما وجهوا اتهامات للطرابلسي تتعلق بالطبيع، فيما رحب أبناء الطائفة اليهودية بالقرار، مذكّرين بالجهود التي بذلها الوزير الجديد لإنعاش السياحة التونسية بعد الثورة. إلا أن الطرابلسي، نفى جميع التهم الموجّهة إليه حول التطبيع، مؤكدا أنه تونسي ولا يحمل "الجنسية الإسرائيلية". كما حسم لاحقا موضوع الجدل حول كيفية أدائه للقسم على القرآن الكريم قبل الشروع بمهامة، حيث أدى القسم بدون وضع يده على القرآن.