بعد وفاة رضيع في مستشفى الليمون ومتابعة ممرضتين من المستشفى للتحقيق في أسباب الوفاة، خرج المهنيون، صباح اليوم الأحد، للاحتجاج أمام وزارة الصحة ضد ما يقولون إنه انهيار للمنظومة الصحية والذي أصبح يودي بحياة المواطنين، سواء مرضى أو مهنيين. وقال عبد القادر طرفاي، الكاتب العام للنقابة الوطنية لقطاع الصحة التابعة للكنفدرالية العامة للشغل، في صريح ل”اليوم 24″ اليوم الأحد، إن نقابته تتابع باهتمام بالغ تفاعلات الحادث الذي أودى بحياة رضيع وتعريض آخرين للخطر بمستشفى الولادة الليمون بالرباط، وما تلاه من اعتقال لبعض المهنيين العاملين هناك، مشددا على أن الواقعة تؤكد مرة أخرى انهيار المنظومة الصحية والذي نبهت إليه النقابات مرارا “لكن هذه الصيحات تقابلها آذان صماء وقلوب لا تعقل”، على حد تعبيره. واعتبر طرفاي أن حادث الرضع يذكر بأحداث أقسام الأمراض النفسية في تطوان وبني ملال والراشيدية وغيرها، وأحداث مصالح الولادة في ورزازات ومكناس وتازة وغيرها، وأحداث المركبات الجراحية التي يترك فيها ممرضو التخدير لمواجهة كل الكوارث دون عون و لا سند، مشددا على أن الأسباب الحقيقية لكل الحوادث التي تلقى مسؤوليتها في نهاية المطاف على عاتق المهنيين تكمن في النقص الخطير في الموارد البشرية وسوء تدبير الأقلية من هذه الموارد، وتكليف فئات بمهام ليست من صلاحيتها للتغطية على هذا الخصاص وإقحام عناصر غريبة عن القطاع في خدمات العلاج. وأشار طرفاي إلى أن نقابته تعلن تضامنها مع الضحايا المواطنين من مرتفقين ومرضى ومهنين، معتبرا أن المسؤول هو الحكومة ممثلة بوزارة الصحة “التي تنهج سياسة إخلاء المؤسسات الصحية من الأطر اللازمة بحيث أصبحت تشتغل بأقل من عشر احتياجاتها من الموارد البشرية في وقت تعاني منه الأطر التي كونتها الدولة من العطالة، أو تلجأ للهجرة خارج الوطن لكي تستفيد منها دول أخرى لم تصرف على تكوينها شيء”. كما رفع المهنيون المحتجون اليوم الأحد، بضرورة إخراج وزارة الصحة لقوانين محددة تسطر مهام كل عامل في مهن الصحة، لتحديد المسؤوليات أولا قبل ربط المسؤولية بالمحاسبة. يشار إلى أن الموجة الجديدة من غضب مهنيي الصحة، تفجرت بعد اعتقال ممرضتين عاملين في مستشفى الليمون وسط الرباط، خلال الأسبوع الجاري، وإحالتهن على النيابة العامة، للتحقيق معهن في وفاة رضيع وتعريض حياة آخرين للخطر، بعدما تسببت لهم حقنة في ضيق التنفس.