بعد ارتفاع حصيلة وفيات الرضع في مستشفى الليمون، وسط الرباط، إلى ثلاثة أطفال، خلال الأسبوع الجاري، أحيلت ثلاث ممرضات في المصحة على النيابة العامة، للتحقيق معهن فيما يعتقد أنه خلل من طرفهن في حق هؤلاء الرضع، ما تسبب لهم في ضيق التنفس، وسط غضب مهنيي الصحة، الذين عبروا عن استعدادهم للاحتجاج على ذلك. وفي تصريح ل”اليوم 24″، اليوم الجمعة، قال عبد القادر طرفاي، الكتاب العام لنقابة الصحة، التابعة للكونفدرالية العامة للشغل، إن الحادث الذي شهده مستشفى الليمون، نتج عنه اعتقال ثلاث ممرضات، ينتظر تقديمهن، اليوم، أمام الوكيل العام للملك، للتحقيق معهن في قضية تقديمهن حقنا لرضع مستشفى الليمون، تسببت في وفاتهم، معلنا عن احتجاجات مرتقبة للمهنيين أمام مقر وزارة الصحة، بسبب ما وصفه ب”محاولة وزارة الصحة تلفيق المسؤولية الجنائية للمهنيين”. النقابي ذاته اعتبر، في تصريحه، أن كل الفعاليات النقابية في قطاع الصحة تصرخ، منذ مدة، للتحذير من أن المنظومة الصحية تشكل خطرا على صحة المواطنين، وأرواحهم، إلا أن الوصيين على القطاع لم يبدوا أي تجاوب مع المطالب المرفوعة، إذ لا يتفاعلون إلا عندما تزهق أرواح المواطنين. واعتبر طرفاي أن قطاع الصحة في المغرب يشتغل بأقل من العشر من المهنيين، الذين يحتاجهم، ما يجعل مهمة تقديم خدمات صحية في المستوى للمواطنين مهمة شبه مستحيلة، في ظل عطالة الأطر الطبية، واختيار الكفاءات الطبية الهجرة إلى الخارج لانعدام ظروف الاشتغال السليم في المستشفيات المغربية. وعن واقعة “مستشفى الليمون”، يقول طرفاي إنه لا يمكن تحميل المسؤولية للممرضات، لأن القانون المغربي واضح، ويحمل المسؤولية للصيدلي، كما أن ظروف تخزين الأدوية في المستشفى يُساءل عنها المسؤولون، لأنه لا يمكن وضع التلقيح إلى جانب مواد التخدير، مشددا على أن المسؤولين دأبوا على تحميل المسؤولية في إزهاق أرواح المواطنين لمهنيي الصحة، كما هو الحال في مستشفى الأمراض النفسية في بني ملال، حيث وجه المهنيون تحذيرات إلى المسؤولين من تفاقم الوضع، ولم يتم التفاعل مع شكاويهم إلا حين وقوع الكارثة، لتتم إحالة الممرضين على المحاكمة. كما حذر طرفاي من لجوء المستشفيات، التابعة إلى وزارة الصحة، إلى أشخاص لا علاقة لهم بميدان الصحة، من أجل تغطية الخصاص المهول في الأطر الصحية، حيث يتم السماح، حسب قوله، لمستخدمين في شركات النظافة والحراسة، للتدخل في الخدمات الصحية، ما يشكل خطرا مباشرا على صحة المواطنين. وتعود تفاصيل الحادث إلى، عشية يوم الاثنين الماضي، إذ حُقن خمسة رضع حديثي الولادة بلقاح خاص بالتهاب الكبد الفيروسي، لكنه تسبب لهم في ضيق التنفس، وظهرت عليهم أعراض جانبية، مثل بعض البقع الزرقاء على الوجه، لتتوالى وفياتهم فيما بعد.