وجهت أمينة بن الشيخ، مديرة جريدة “العالم الأمازيغي”، رسالة إلى الملك محمد السادس، مجددة طلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا، على غرار باقي الأعياد والعطل الرسمية. ووضعت ابن الشيخ رسالتها بالديوان الملكي، نهاية الأسبوع الماضي، قائلة في حديث مع “أخبار اليوم”، إن اختيارها مراسلة رئيس الدولة جاء بعد استيفاء جميع الطرق الأخرى، كمراسلة رئيس الحكومة السابق، عبدالإله بنكيران، ورئيس الحكومة الحالية، سعد الدين العثماني. وعبرت ناشرة المجلة التي تُعنى بالثقافة الأمازيغية، عن استيائها من التجاهل الكلي لهذه الرسائل، منتقدة ما سمّته “سياسة الآذان الصماء”، التي ينهجها رئيس الحكومة بخصوص هذا المطلب القديم لنشطاء الحركة الأمازيغية. وسجلت المتحدثة، في الرسالة الموجهة للملك، أن الاعتراف برأس السنة الأمازيغية من شأنه أن يعيد الانتعاش للأمازيغية تماشيا مع روح وفلسفة الدستور وانسجاما مع الخطابات الملكية، معربة عن أملها في الاعتراف بهذا الموعد السنوي عيدا وطنيا رسميا. وتابعت: “ونحن على أبواب السنة الثامنة للاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية في الدستور الجديد، إلى جانب اللغة العربية، منذ سنة 2011، وأمام التراجعات التي عرفتها القضية الأمازيغية في كل المجالات، بدءا بتأخير إخراج القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والقوانين التنظيمية الخاصة بإنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، مرورا إلى محاولة أطراف حزبية إعادة النقاش حول حرف تيفيناغ، لكتابة اللغة الأمازيغية، إلى نقطة الصفر بعدما حسم فيه جلالتكم منذ سنة 2003، بعد استشارة جميع الأحزاب السياسية، وصولا إلى عدم استجابة كل الحكومات المتعاقبة لما بعد دستور 2011 للمطلب الشعبي المتمثل في إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا بعطلة مؤدى عنها، على غرار باقي الأعياد والعطل الرسمية”. واعتبرت العضوة السابقة بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في حديثها مع “أخبار اليوم”، أن قضية الأمازيغية تشهد تدهورا ملحوظا منذ سنة 2011، التي تم خلالها دسترتها. ففي التعليم مثلا، تقول ابن الشيخ: “لقد تم تقليص عدد التلاميذ الذين يستفيدون من الحصص بالأمازيغية، إلى جانب سوء التعامل مع أستاذة هذه المادة، الذين نزع منهم تخصص تدريسها وعادوا لتخصصات أخرى كالعربية والفرنسية”. وبالنسبة إلى مجال الإعلام، سجلت أن دفاتر تحملات القنوات العمومية لا تحترم مدة بث البرامج المتعلقة بالأمازيغية ولا المواضيع، التي لا تركز على القيم الكونية التي تزخر بها هذه الثقافة، مع تأخر إخراج قانون تنظيمي لأجرأتها، بحجج اعتبرتها واهية..