حصلت “أخبار اليوم” على رسالة وجهها المحامي والقيادي في حزب الاستقلال محمد الخطار، إلى هيئة المحامين بالدار البيضاء، ينتقد فيها بشدة دفاع المطالبات بالحق المدني في ملف الصحافي توفيق بوعشرين، بعد الندوة الصحافية التي عقدوها بدار المحامي بالدار البيضاء، يوم 14 نونبر الجاري. الخطار الذي بقي على المسافة نفسها من أطراف هذا الملف، قال في رسالته: “عجيب ما أقدم عليه دفاع ضحايا الصحافي بوعشرين. لقد نظموا ندوة صحافية بدار المحامي بالدار البيضاء قصد فضح الفضيحة، والفضيحة أنهم لم يفضحوا إلا سلوكا كان من قبل مذموما. صحيح لهم كامل الحق في الدفاع عن موكليهم، لكن نظرة المجتمع إليهم لا يستطيعون تغييرها هكذا”. ولم يتردد الأستاذ الخطار في القول إن جهة ما هي التي “جمعت” هؤلاء المحامين الذين لم يكتفوا بالنيابة عن المطالبات بالحق المدني في هذا الملف، بل خاضوا معركة إعلامية، لا أخلاقية، للتشهير بتوفيق بوعشرين وقتله رمزيا وممارسة العنف عليه داخل قاعة المحكمة، وإدانته قبل حتى أن تصدر المحكمة حكمها، واعتبر الخطار أن “التاريخ سوف يسجل من تسَخَّر ومن تطفَّل، سوف يسجل التاريخ من لا تاريخ له، وسوف يسجل التاريخ، ونشهد له بذالك، كيف أن من أسندت إليهم أمانة الدفاع باعوا وتخلوا بمقابل أو بوعد”. وأضاف المحامي وعضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال، في رسالته التي لاقت صدى واسعا بين المحامين: “قضيتنا ليست قضية بوعشرين، وأرجوكم لا تجعلوا من قضيته فزاعة في وجه الأحرار. أرجوكم وإن كنتم لستم أهلَ الرجاء، لا تبخسوا ذكاءنا ولا تحاولوا تبرير الموقف. قد نكون أغبياء لنصدق أن الصدفة جمعتكم في هذا الملف”. واعتبر الخطار أن عقد ندوة بعد الحكم القاسي على الصحافي توفيق بوعشرين، تمس نبل رسالة الحرية التي اضطلعت مهنة المحاماة دائما بحمايتها والدفاع عنها، وأن المحامين الذين واصلوا تشهيرهم بمؤسس “أخبار اليوم” بعد صدور الحكم الصادم عليه لم يكونوا فقط، ضد بوعشرين، بل “ضد كل من ناضل من أجل الحرية والانعتاق”. مضيفا: “نحن لسنا أجراء وضميرنا لا يحركه أي هواء. نحن حماة قلعة الحرية والانعتاق. هكذا تعلمت من القدماء، وإن تكلفتم بملف فقَسمُ المهنة يفرض عليكم حدا أدنى من الأخلاق وكثيرا من الأعراف. من تحاكمون اليوم، ليس توفيق ولا بوعشرين! اليوم، أنتم ضد كل من ناضل من أجل الحرية والانعتاق”. وأنهى الخطار رسالته بالقول: “هناك قضايا أكثر أهمية، لكنكم تساهمون في طمسها، وهذا أكبر تنكر لواجب الدفاع. يا زميلي عزائي وعزاؤك لفقدان الشرف والوفاء، لكن التاريخ سوف يسجل بفخر من مارس مهنة الدفاع، وفي مزبلة التاريخ سوف يُرمى كل دخيل، وكل منعدم ضمير!”. وفي اتصال ل”أخبار اليوم” به، للتأكد من علاقته بالرسالة، قال المحامي محمد الخطار: “لا يمكنني أن أتنكر لموقف عبرت عنه، وإن كنت قد فعلت ذلك في مجوعة “واتساب”، خاصة بالمحامين، ولكن بما أن الرسالة وصلت إليكم بطريقة لا علم لي بها، فلا يمكنني إنكارها”. مضيفا أنه اضطر إلى التعبير عن غضبه من الندوة التي نظمها عدد من المحامين بعد صدور الحكم ضد بوعشرين، لسببين “أولا، الدفاع وتقاليد مهنة المحاماة، دائما كانت تنتصر للحرية، بحيث يمكن للمحامي أن يطالب بالتعويض لموكليه، لكنه لا ينبغي أن يكون ضد الحرية، وما صدَرَ عن بعض الزملاء في هذا الملف مشين ولا أخلاقي. ثانيا، المحاكمة تكون داخل قاعة المحكمة وليس خارجها، وهذه الندوة التي انعقدت في دار المحامي بالدار البيضاء فيها تأثير على القضاء وعلى المحاكمة”. وأكد الأستاذ الخطار أن “هؤلاء المحامين لم يلتزموا بتعليمات النقباء وضمنهم نقيب المحامين بالدار البيضاء، عندما واصلوا إعطاء تصريحات تسيء لمهنة المحاماة قبل الإساءة لتوفيق بوعشرين”، مضيفا: “لقد تابعنا كيف كانت تتم مناقشة الملف وتقدم المرافعات أمام ميكروفونات الصحافيين وليس داخل قاعة المحكمة، وهذا أمر مرفوض مهنيا وأخلاقيا”. وحول موقفه من الحكم الصادر على توفيق بوعشرين، قال الأستاذ محمد الخطار: “الملف لا يستحق كل هذه الهالة التي أعطيت له. نحن أمام صحافي من أحسن الصحافيين في المغرب، وهذا الحكم القاسي يضر بحرية الصحافة التي نريدها أن تكون سلطة حقيقية في هذا البلد. كما أنه بمثابة رسالة لتخويف باقي الصحافيين، وبالخصوص الصحافيين الشباب”.