بعد أيام قليلة من إعلان المغرب تجديد طلبه للجارة الشرقية الجزائر، والقاضي بفتح حوار مباشر بين البلدين وتنصيب لجنة مشتركة تضم ممثلين من الجارتين، خرجت الأممالمتحدة عن صمتها، لتعلن دعمها لهذا المقترح. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، في ندوته اليومية، مساء أمس الخميس، إنه تلقى سؤالا حول العلاقات بين المغرب والجزائر، مجيبا “يمكنني أن أقول بأننا كنا دائما داعمين لحوار أعمق ما بين الجزائر والمغرب، خصوصا أن العلاقات ما بين البلدين مهمة للمنطقة”. يشار إلى أنه على بعد أيام من مفاوضات جنيف حول الصحراء، التي ستضم المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، عبرت الخارجية المغربية عن أسفها لعدم تلقي المغرب “ردا رسميا” من الجزائر، على مبادرة الملك محمد السادس لتطبيع العلاقات بين البلدين وخلق “آلية للحوار”. وفي هذا السياق، تباحث ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، خلال الأسبوع الجاري، مع السفير الجزائري بالرباط، بشأن الرد الجزائري، قبل أن تصدر الخارجية بلاغا أعلنت فيه، أنها قامت بمبادرات عدة، "رسمية وغير رسمية"، على مدى عشرة أيام، قصد ربط الاتصال مع السلطات الجزائرية على مستوى وزاري"، لكن دون جدوى. وعوض أن ترد الجزائر رسميا عمدت إلى طلب عقد اجتماع سريع لمجلس وزراء دول المغرب العربي، المجمد أصلا منذ سنوات بسبب الخلافات بين الجارين. لكن الخارجية المغربية اعتبرت أن "الطلب الجزائري لا علاقة له بالمبادرة الملكية"، التي ترمي إلى بحث تطبيع العلاقات بين البلدين، "في إطار ثنائي صرف"، في حين طرحت الجزائر "إطار استئناف البناء الإقليمي". واعتبرت الخارجية أن وضعية الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي، منذ سنين، تعود بالأساس إلى "الطبيعة غير العادية للعلاقات المغربية الجزائرية"، والتي "لا يمكن معالجتها إلا في إطار حوار ثنائي، مباشر ودون وسطاء".