بعد أزيد من شهرين من عمليات الشد والجذب بين وزارة التعليم العالي والنقابة الوطنية للتعليم العالي، وذلك بسبب اعتراض أساتذة كلية الطب والصيدلة بفاس على قرار تعيين الرئيس المنتهية ولايته برئاسة جامعة محمد ابن عبد الله، عمر الصبحي، للتدريس بنفس الكلية؛ ألغت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي قرار إلحاقه بهيئة التدريس بكلية الطب بفاس. وفي هذا السياق، علمت “أخبار اليوم” من مصدر قريب من الموضوع، بأن الرئيس الجديد لجامعة محمد بن عبد الله، رضوان مرابط، والذي جرت مراسيم تنصيبه مؤخرا، سارع وبتعليمات من وزير التعليم العالي سعيد أمزازي، إلى إخبار أساتذة كلية الطب والصيدلة بفاس، بقرار الوزارة القاضي بإلغاء قرار إلحاق الرئيس السابق لجامعة فاس بهيئة التدريس بنفس الكلية، مضيفا بأن رئيس الجامعة وجه مراسلة إلى سلفه يوم الجمعة الماضي، ( توصلت “أخبار اليوم” بنسخة منه)، يطلب منه مغادرة كلية الطب والصيدلة بفاس، في انتظار تعيينه في مؤسسة أخرى تابعة للجامعة. وأردف ذات المصدر، بأن وزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة فاس، نجحا في نزع فتيل الاحتقان مع نقابة أساتذة كلية الطب والصيدلة، بعد أن أقنعا الرئيس السابق للجامعة، باستلام مهمة التدريس بمؤسسة أخرى ينسجم فيها التكوين مع تخصصه في البيولوجيات، حيث من المرجح أن يلتحق إما بالمدرسة العليا للتكنولوجيا “EST”، أو كلية العلوم التقنية “FST”، التابعتين لجامعة محمد بن عبد الله، تورد مصادر “أخبار اليوم”. ويأتي تحرك وزارة أمزازي، عقب لجوء النقابة الوطنية للتعليم العالي بفرعها بكلية الطب والصيدلة بفاس، إلى التهديد بشل الكلية، بعد أن أعلنوا عن مقاطعتهم لأشغال مجلس الكلية وامتناعهم عن إجراء الامتحانات الداخلية للطلبة، وكذا الامتحانات السريرية التي ينتظر أن تجرى خلال الأسبوع الجاري، فيما كشف مصدر قريب من الموضوع بأن دور مؤسسة الوسيط بجامعة فاس، كان لها دور حاسم في إنهاء الخلاف ما بين وزارة التعليم العالي وأساتذة كلية الطب بفاس، والذين اعترضوا على تعيين رئيس الجامعة السابق للعمل بكليتهم، بعد أن اعتبروا قرار إلحاقه بأنه تم خارج القانون وبدون احترام رأي اللجنة العلمية بالكلية ورئاسة شعبة “البيولوجيا”، والتي انضم إليها زميلهم المنتهية ولايته برئاسة جامعة فاس، خصوصا أنه بحسب ما عبر عنه الأساتذة الغاضبون، كان ضمن هيئة التدريس بكلية الجديدة قبل أن يفوز بمنصب رئاسة جامعة فاس سنة 2013، إلا أنه قوبل برفض زملائه بكلية الطب الانضمام إليهم بسبب الاحتقان الذي ميز علاقته كرئيس سابق للجامعة بمعظم أساتذة المؤسسات التابعة لجامعته، قبل أن تتمكن مؤسسة الوسيط منتصف الأسبوع الماضي، من إقناع الأستاذ “المغضوب عليه” بمغادرة كلية الطب والالتحاق برئاسة الجامعة في انتظار تعيينه بمؤسسة أخرى أو الاحتفاظ به ضمن طاقمها الإداري، يقول مصدر قريب من الموضوع.