كادت احتفالات العمال بيومهم العالمي في العاصمة الرباط أن تتحول إلى اشتباكات بين طلبة التجديد الطلابي وبين المعطلين، لولا أن حال بينهم رجال الأمن الذين فصلوا بين الفريقين. وبدأت المناوشات بعد أن كانت مسيرة الاتحاد الوطني للشغل الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، تسير في اتجاه البرلمان، رافعة لافتة عليها صورة عبد الرحيم الحسناوي متهمة الطلبة القاعديين باغتياله، قبل أن تلتقي بمسيرة أخرى للمعطلين الغاضبين من سياسات بن كيران وموقفه من التوظيف المباشر، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى تبادل للاتهامات بين الطرفين. حيث اتهم المعطلون حزب العدالة والتنمية بأنه هو السبب في مقتل المعطل عبد الوهاب زيدون الذي مات بعد أن أضرم النار في نفسه، ووصفوا رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وحزبه بأنهم "قتلة المعطلين"، وهو الأمر الذي رد عليه طلبة التجديد برفع شعارات تتهم المعطلين بترهيب المشاركين في المسيرة وبأن "الشارع للجميع ولا للإرهاب والقمع". هذا التراشق اللفظي لم يخل من اشتباكات فردية بين المعطلين الحانقين على حزب العدالة والتنمية، وبين طلبة التجديد الغاضبين لمقتل طالب منهم، وفي كل مرة كان يتدخل الأمن لفك الاشتباك ومحاولة إبعاد كل فصيل عن الآخر قدر الإمكان، حيث فرضوا طوقا أمنيا على مسيرة المعطلين حتى لا يتمكن أي طرف من الوصول إلى الآخر. وحتى لا يتطور الأمر إلى ما هو أخطر فقد اضطر منظمو مسيرة الاتحاد الوطني للشغل إلى تغيير مسار مسيرتهم للابتعاد عن مسيرة المعطلين الذي قالوا في بن كيران وحزبه ما لم يقله مالك في الخمر.