بدأ ول العهد السعودي محمد بن سلمان، أمس الخميس، أول زيارة خارجية له منذ تفجر مقتل الصحافي جمال خاشقجي، انطلقت من الإمارات العربية وينتظر أن تشمل عددا من البلدان بالمشرق والمغرب العربي، لكنها تستني المغرب. وذكرت مصادر ديلبوماسية أن زيارة الولي العهد السعودي إلى المنطقة ستشمل 6 دول عربية بينها كل جيران المغرب، حيث سيتوجه إلى كل من تونس، الجزائر، ومورتانيا قبل المشاركة في قمة العشرين بالأرجنتين، وفق ما أكده موقع لوديسك. ويطرح استثناء الأمير السعودي للرباط من زيارته الإقليمية عدة أسئلة عن العلاقة بين البلدين التي شهدت برودا حادا خلال الأشهر الماضية، خصوصا على إثر ابتعاد المغرب عن التورط في الأزمة الخليجية واحتفاظه بمستوى علاقاته السابقة بدولة قطر التي تحاصرها السعودية والإمارات، كما فضل البقاء بعيدا عن التفاعل مع قضية خاشقجي، في وقت أبدت أغلب الدول العربية دعمها للرياض في مواجهة الضغوط الدولية. كما كان العاهل السعودي قد ألغى قبل أشهر زيارته إلى المغرب، حيث كان مقررا أن يقضي عطلته الصيفية في قصره بمدينة طنجة كما اعتاد على ذلك في الأعوام السابقة، وذلك على الرغم من أن الترتيبات الخاصة بالزيارة كانت قد أتمت تهييء الظروف لاستقبال الملك سلمان والوفد الأميري والوزاري المرافق له، خاصة على المستوى التنظيمي واللوجيستي، حيث تم حجز مئات الغرف بأفخم الفنادق، وتجهيز أسطول من السيارات الفارهة. وبخصوص هذا الموضوع يؤكد الدكتور تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن العلاقات بين المغرب والسعودية لم تعد بالتأكيد كما كانت عليه في السابق، لكنه يرى أن هذا التغير له حد أدنى لا يمكن تجاوزه. ويوضح الحسيني في تصريح “لليوم 24” أن انخفاض دفئ العلاقات بين السعودية والمغرب تبدو واضحة، وتتمثل في عدم مساندة الرياض للرباط في ملف تنظيم كأس العالم، وقبلها الموقف المغربي من الأزمة مع قطر، وكذا انسحابه التدريجي من الحرب التي تقودها السعودية في اليمن. ويرى الحسيني أن استثناء ولي العهد السعودي للمغرب من زيارته في المنطقة -حسب ما هو معلوم لحد الآن- راجع إلى كون الرياض لها علاقات أكثر متانة بالدول التي تدين بالولاء لها، والتي ليس بينها المغرب، والذي يعتبر الحسيني أنه وبشأن علاقاته الدولية يختار ألا يضع بيضه كله في سلة واحدة. ويتابع الحسيني بأن الرباط تنهج سياسة براغماتية واقعية لا تفرط في الأصدقاء التقليليدين لكنها تحرص على تنويع هذه الصداقات، مشيرا إلى أن ارتباط المغرب بالفضاءات الأوربية والغربية يفرض عليه نوعا من السلوك الحذر في التعاطي مع ملفات معينة تتعلق بعضها بالسعودية. رغم ذلك، يضيف الحسيني، وبتأكيد كل الأطراف سواء في الرباط أو الرياض فإن مستوى العلاقات بين البلدين لا يمكن أن ينحدر إلى درجة السوء، مشيرا مثلا إلى حرص الملك السعودي وولي عهده على تهنئة الملك محمد السادس في كل مناسبة بالأعياد الوطنية.