وضعت احتجاجات التلاميذ بعدد من المدن، على التوقيت المدرسي الجديد، حكومة سعد الدين العثماني في موقف حرج، كما أربكت حسابات وزارة التربية الوطنية، على بعد يومين فقط عن التطبيق الفعلي للتوقيت الجديد بمدارس المملكة. ويستمر تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية ببعض المدن، في مقاطعة الدراسة ورفع شعارات رافضة للتوقيت المدرسي الجديد وللخطوة المفاجئة التي أقدمت عليها الحكومة، فيما ترى الوزارة أن هذه الاحتجاجات تبقى حالات معزولة وليست عامة. هذه الاحتجاجات التي دخلت يومها الثالث، أول أمس الجمعة، تبقى متفاوتة من مدينة لأخرى، إذ كانت قوية بكل من وجدة ومراكش، وخنيفرة، والدار البيضاء، ومكناس، وأقل حدة بمناطق أخرى كبني ملال وخريبكة والقنيطرة وطنجة والناظور والحسيمة وبركان وسطات وزاكورة وورزازات وقلعة السراغنة، فيما لم تسجل أية احتجاجات بمدن أخرى على رأسها العاصمة الرباط. مصادر تربوية متعددة أكدت ل”أخبار اليوم”، أن الاجتماعات التي تمت في بعض المؤسسات مع التلاميذ وأولياء أمورهم، خلصت إلى أن هؤلاء يرفضون بشكل قاطع قرار الحكومة القاضي بالاستمرار في التوقيت الصيفي، و”غير مستعدين لمناقشة أي شكل من أشكال التوقيت المدرسي الجديد إذا لم تتراجع الحكومة عن هذا الأمر”. كما انضم إلى هؤلاء بعض ممثلي مدراء المؤسسات التعليمية والحراس العامون وبعض الأطر التربوية، الذين يعتبرون أن هذا القرار سيضر كثيرا بالمنظومة التربوية بشكل عام. فهل تتجه الحكومة، تحت الضغط، إلى التراجع عن الساعة الإضافية الجديدة؟ بالنسبة لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، فالتوقيت الجديد الذي اعتمدته المملكة، بهدف تخفيف الضغط على استهلاك الطاقة، يبقى في مرحلة “تقييم”، ومع ذلك فحكومته متشبثة لحد الساعة بهذا التوجه، في ظل ارتباك واضح في التصريحات التي تصدر عن أعضاء الحكومة. أما الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، فقد أكد، أول أمس، في الندوة الصحافية التي تعقب المجلس الأسبوعي للحكومة، أن احتجاجات التلاميذ تبقى أمرا عاديا، وأن مع القرار الحكومي المتعلق بتوقيت المملكة لا يعني التلاميذ، على اعتبار أن التوقيت المدرسي تم تكييفه مع هذا القرار. نفس الرأي عبّر عنه وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، الذي دافع عن التوقيت المدرسي الجديد، وقال إنه جاء بالتوافق مع النقابات والمدارس الخاصة وممثلي آباء وأولياء التلاميذ، مستغربا مما يريده التلاميذ باستمرارهم في مقاطعة الدراسة بعدد من المناطق. وعلى بعد يومين فقط عن الشروع في التوقيت المدرسي الجديد، الذي يأتي على صيغتين بالنسبة للسلك الابتدائي بالوسط الحضري والقروي، وصيغتين بالنسبة للتعليم الإعدادي والثانوي، يستمر الجدل بخصوص إمكانية تطبيق هذه الصيغ. حسن خابوس، الناطق الرسمي باسم الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ بالمغرب، قال إن الصلاحيات التي أعطيت لمجالس تدبير المؤسسات التعليمية، هي التي ستحدد استعمالات الزمن وفق الصيغ الجديدة المطروحة، الشيء الذي سيجعل التوقيت المدرسي مختلفا من مؤسسة لأخرى. مضيفا في حديث مع “أخبار اليوم” أن اجتهادات هذه المجالس سيأخذ بعين الاعتبار طبيعة المؤسسة ومواردها اللوجستيكية والبشرية. وقد وجهت الوزارة، صباح الجمعة، مذكرة جديدة لرؤساء الأكاديميات الجهوية والمدراء الإقليميين للوزارة، تخبرهم فيها بقرار إعطاء الصلاحيات لمدراء الأكاديميات من أجل تحديد الصيغ الأنسب للتوقيت المدرسي وفق الخصوصيات المجالية لكل جهة، مع احترام الزمن المدرسي وزمن التعليم، واعتمادها خلال الفترة الشتوية. ودعت الوزارة رؤساء الأكاديميات إلى الإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة، من أجل تطبيق الصيغ المقررة ابتداء من يوم الإثنين 12 نونبر 2018.