واحد من أبرز الشخصيات السياسية والنقابية في تاريخ اليسار في المغرب. ولد بنجلون يوم 26 نونبر سنة 1936 في قرية بضواحي مدينة جرادة، وكان والده عاملا في معمل لاستغلال المعادن بمنطقة تويسيت التابعة لإقليم جرادة. تابع عمر بنجلون دراسته الابتدائية والإعدادية في مسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى مدينة وجدة من أجل إتمام دراسته الثانوية، ومن ثم انتقل إلى الرباط لاستكمال دراسته في تخصص القانون في كلية الحقوق في الرباط. رحلة البحث عن العلم قادته إلى العاصمة الفرنسية باريس لإتمام دراسته العليا، وزاوج بين القانون والتكوين في المدرسة العليا للبريد والمواصلات. أثناء إقامته في العاصمة الفرنسية، ترأس بنجلون جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا ما بين عامي 1959 و1960. وغداة رجوعه إلى المغرب دخل بنجلون غمار الحياة النقابية والسياسية بعدما انتخب سنة 1962 عضوا في اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يعتقل عام 1963 في إطار ما سمي حينها بالمؤامرة ضد النظام. عرف بدفاعه عن المعتقلين السياسيين، وشغل منصب إدارة صحيفة «المحرر» التي كانت آنذاك لسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. صدر في حقه حكم بالإعدام في مارس عام 1964، قبل أن يستفيد من العفو سنة بعد ذلك، لكنه سرعان ما اعتقل من جديد عام 1966 إلى غاية شتنبر 1967. سنة 1973 لم تكن عادية في تاريخ الرجل النضالي، بعدما استهدف بمحاولة اغتيال فاشلة إلى جانب رفيقه محمد اليازغي، فاعتقل عمر بنجلون على خلفية صلة مفترضة بالعمل المسلح، ولم يفرج عنه إلا في غشت سنة 1974. وفي 18 دجنبر 1975، انتخب عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهي السنة التي اغتيل فيها على يد مجموعة تنسب إلى تنظيم «الشبيبة الإسلامية» بزعامة عبد الكريم مطيع، الذي نفى تورط جماعته في الاغتيال، موجها أصابع الاتهام إلى جهات تسعى، حسبه، إلى إلصاق التهمة بالجماعة لإقصاء الشبيبة الإسلامية وملاحقة أعضائها.