بعد دخول فرنسا على خط أكبر أزمة للهجرة السرية في العقدين الأخيرين بين المغرب وإسبانيا، ودق وزير داخليتها، كريستوف كاستانير، في حوار مع أسبوعية “لو جورنال دو ديمانش”، ناقوس الخطر بسبب وصول 48 ألف مهاجر سري من المملكة إلى إسبانيا؛ جاء الدور هذه المرة على ألمانيا، إذ كشفت معطيات خطيرة تضمنها تقرير سري لمصالح الاستخبارات الألمانية تَشَكُل موجة جديدة للهجرة السرية قادمة من إفريقيا جنوب الصحراء في طريقها إلى المغرب، بهدف العبور إلى أوروبا عبر إسبانيا. كما أشار، كذلك، إلى وجود 20 زعيما مافيوزيا متخصصا في الاتجار وتهريب البشر من المملكة مقابل مبالغ تتراوح ما بين مليون سنتيم وأربعة ملايين سنتيم. التقرير السري الذي بسطت صحيفة “بيلد” الألمانية بعض تفاصيله، حذر من موجة تدفقات جديدة للهجرة السرية قادمة من إفريقيا جنوب الصحراء، تحاول الوصول إلى إسبانيا عبر المغرب. وأكد، كذلك، أن المغرب حل محل ليبيا كبوابة رئيسية متوسطية للعبور إلى أوروبا للشباب الذين فقدوا الأمل في بلدانهم، والذين يطلقون على أنفسهم “جيل النصر”، ولديهم صورة وردية عن القارة العجوز، كما يرون فيها حلا لكل مشاكلهم، بل منهم من يعتقد أنه بمجرد الوصول إلى أوروبا سيتحول بسرعة إلى لاعب محترف، ويصبح بإمكانه “قيادة سيارة فارهة”. وبخصوص المنافذ التي يتبعها المهاجرون السريون من المغرب إلى أوروبا، كشف التقرير وجود ثلاث بوابات رئيسية: الأولى معروفة بطريق البوران، في الغالب يخرج مرتادوها من شواطئ الحسيمة والناظور وضواحيها باستعمال قوارب كبيرة على متنها 58 مهاجرا؛ الثانية تمثلها بوابة مضيق جبل طارق، حيث يخرج المهاجرون من طنجة أو تطوان أو الفنيدق على متن قوارب مطاطية ترفيهية أو قوارب سريعة؛ أما الثالثة فتعرف بالطريق الأطلنتية باستعمال قوارب خشبية صغيرة تخرج من القنيطرة أو سلا أو الرباط. فيما يرابط جزء من المهاجرين في بعض المخيمات مؤقتا في الغابات المحاذية للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في انتظار الفرصة المواتية لاقتحامهما. وكشف التقرير السري، كذلك، أن 20 مافيوزيا يهيمنون على مسار تدفقات الهجرة السرية القادمة من المغرب، مشيرا إلى أن هؤلاء المهربين لديهم علاقات جيدة مع بعض المسؤولين. كما أن قوتهم تتجسد في استعانة كل واحد منهم ب20 متعاونا، كل واحد من المتعاونين يستطيع استقطاب 15 مهاجرا في شهر، أي أنه خلال 30 يوما يمكن لهؤلاء المهربين نقل 6000 مهاجر إلى الضفة الأخرى. وأردف، كذلك، أن المافيا تقدم عروضا سخية للمرشحين للهجرة، إذ أن أسوأ عرض يتمثل في استفادة من يدفع مليون سنتيم من 3 محاولات للهجرة إلى إسبانيا، وفي حالة فشل فيها، يفقد المبلغ؛ أما العرض المتوسط فيتمثل في دفع ملوني سنتيم مقابل ضمان الوصول إلى إسبانيا؛ فيما يبقى العرض المغري هو ذلك المتمثل في دفع أربعة ملايين سنتيم والمعروف وسط المافيا ب”عرض vip”، والذي يضمن للمرشح، مثلا، الذي يخرج من مالي، الوصول إلى إسبانيا عبر المغرب في مدة 6 أيام.