فشلت عملية مطاردة أمنية للدرك الملكي في إيقاف ثلاثة أشخاص كانوا في حالة فرار على متن ثلاث سيارات نفعية، يشتبه في كونهم ينتمون لعصابات “التهجير السري” و”تهريب المخدرات”، وذلك على مستوى الطريق السيار الرابط بين جماعة ملوسة والميناء المتوسطي بالقصر الصغير، مساء يوم السبت الماضي، حيث تمكن المشتبه فيهم من النزول من سيارتهم والفرار وسط أحراش الغابات المجاورة إلى وجهة مجهولة. وعلى إثر ذلك، استنفرت مصالح الدرك الملكي التابعة لسرية القصر الصغير عناصرها للبحث عن المشتبه فيهم، خاصة عقب انتشار شريط مصور عبر وسائل التراسل الفوري “واتساب” و”ميسانجر”، يوثق لإخفاق سيارة للدرك الملكي في اللحاق بثلاث سيارات كانت تسير في الاتجاه المعاكس بالطريق السيار، معرضين حياة مستعملي الطريق لخطر محدق، حيث تمكن السائقون من التوقف في أماكن متباعدة فيما بينهم ونزلوا من سياراتهم مطلقين أرجلهم للريح، في حين شوهد عناصر الدرك الملكي مرتبكين في التعامل مع الهاربين. ويظهر من خلال الشريط المصور الذي تتوفر “أخبار اليوم” على نسخة منه، كيف أربك التوقف المفاجئ للسيارات المطاردة عناصر من الدرك الملكي، حيث شوهد أربعة عناصر منهم يتوجهون إلى حاشية الطريق لحمل هراوات خشبية وحجارة، من أجل استعمالها في مواجهة رد فعل محتمل من سائق سيارة من نوع “كولف كادي”، في حين استغل هذا الأخير “تباطؤ” عناصر الدرك في مباغتة السيارة المشبوهة، للهروب من الملاحقة الأمنية. غير أن مصادر مطلعة أكدت للجريدة، أن الدرك الملكي بالمنطقة نفذ بعدئذ حملة تمشيطية مكثفة، مكنت من إيقاف أحد المشتبه فيهم، حيث تم تقديمه نهار أول أمس أمام النيابة العامة للاستماع إلى أقواله، إذ بعد تفتيش بيته تم العثور على زورق مطاطي مزود بمحرك يستعمل في تهريب المخدرات وتنظيم رحلات الحريك نحو إسبانيا انطلاقا من شواطئ إقليم أنجرة. وبالعودة إلى وقائع الحادث، فإن مصالح الدرك الملكي بالقصر الصغير تلقت إخبارية من القيادة الجهوية بطنجة، حول وجود سيارات مشبوهة في طريقها إلى منطقة “واد المرسى” نواحي القصر الصغير، وعلى متنها أشياء ممنوعة يشتبه في استعمالها في أنشطة التهريب، وعند اقتراب السيارات الثلاث من الوصول إلى نهاية الطريق السيار، تفاجؤوا عكس ما كان مخططا له بوجود دورية للدرك الملكي، عندئذ قاموا بتغيير مسار الطريق عائدين من حيث جاؤوا. وأضافت مصادرنا، أن سرية الدرك الملكي أشعرت في الحين دورية الدرك الملكي المرابطة في مدخل جماعة ملوسة، والذين قاموا بنصب سد قضائي وكمين حديدي على الأرض لإحباط هروب السيارات الثلاثة، وعندما تفاجأ سائقوها بكمين غير متوقع استداروا في نفس المسار ورجعوا في الاتجاه المعاكس، حيث ظلت السيارات الثلاث “فورد فيستا” و”أودي 4″ و”كولف كادي”، تخيط السيارات القادمة في الطريق السيار متسببين في هلع ورعب وسط السائقين. وعند وصول السيارات الثلاث إلى منطقة “عين شوكة” قبل نحو ثلاث كيلومترات من الوصول إلى مركز القصر الصغير، توقف أصحابها بعدما انتبهوا إلى سيارة للدرك الملكي تطاردهم، وأنهم أصبحوا محاصرين من كافة منافذ الطريق السيار، وترجلوا من سياراتهم وتفرقوا في اتجاهات مختلفة، فيما استل أحدهم سيفا محاولا إيقاف بعض السيارات على الطريق للركوب على متنها، وبعدما فشله في إرغام مستعملي الطريق على التوقف له هرب وسط أحراش الغابة. وقبل يوم واحد، كانت سرية الدرك الملكي بإقليم خميس أنجرة، تمكنت ليلة الخميس الجمعة الماضية، من تفكيك عصابة للهجرة السرية، كانت تعتزم تنظيم رحلة بحرية انطلاقا من شاطئ الدالية، قبل أن يتم تعقبها وترصد تحركاتها التي وصلت إلى شاطئ “واد المرصى”، حيث تم إيقاف ثمانية أشخاص من المرشحين للحريك، واثنين من المنظمين أظهرت التحريات أنهما ينحدران من نفس المنطقة، حسب ما أكدته مصادر “أخبار اليوم”.