يبدو أن حالات الاعتداءات الإجرامية على الأساتذة والأطر الإدارية للمؤسسات التعليمية، لن تنتهي في القريب العاجل، حيث اهتزت مدينة فاس يوم الأربعاء الماضي على حادث اعتداء جديد، راح ضحيته مدير الثانوية التأهيلية “ابن عربي” بمقاطعة بن سودة، بعد أن عرضه تلميذ لشتى أنواع السب والشتم والإهانة والتهديد بالقتل، فيما نجا المدير بأعجوبة من حجر رشقه به التلميذ كاد أن يصيبه برأسه. هذا وأحالت عناصر الشرطة القضائية بفاس، صباح يوم أمس الجمعة على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بفاس، التلميذ الموقوف بعد أن أنهى مدة الحراسة النظرية في ضيافة الشرطة، حيث وجهت له النيابة العامة تهما ثقيلة، تخص “إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم”، و”استعمال العنف ضدهم”، و”التهديد بارتكاب جناية”، حيث ينتظر أن يمثل في حالة اعتقال أمام أول جلسة لمحاكمته بالمنسوب إليه بجلسة الجمعة المقبل. وفي هذا السياق، قال نور الدين القليعي، مدير الثانوية التأهيلية “ابن عربي” بحي زواغة السفلى، تجزئة مولاي إدريس بفاس، في تصريح خص به “أخبار اليوم” بخصوص أسباب الاعتداء الذي تعرض له، إن “التلميذ والذي يعتبر من الوافدين الجدد على المؤسسة برسم هذه السنة الدراسية، سبق له أن سجل بسلك الجدع المشترك، لكنه انقطع عن الدراسة منذ شتنبر الماضي، مما جعل الإدارة توجه له ثلاثة إشعارات بدون جدوى قبل أن تُقرر التشطيب عليه، لكننا فوجئنا بعد مرور المدة الزمنية القانونية المسموح بها والمحددة في 38 يوما، بظهور التلميذ فأخبرناه بأنه مشطب عليه، وطالبناه بغرض تسوية وضعيته القانونية الإدلاء بشهادة طبية تبرر المدة الزمنية التي انقطع فيها عن الدراسة، وهو ما لم يتمكن التلميذ ووالي أمره من الإتيان به”. من جهته، قال مصدر قريب من الموضوع للجريدة، إن التلميذ البالغ من العمر 16 سنة، وبعد أن وجد نفسه في وضعية صعبة، أنهت حلمه للعودة إلى مقعده بالقسم، قام يوم الأربعاء بمهاجمة الثانوية بالحجارة، حيث كاد أن يصيب رأس المدير وأحد الأطر الإدارية، والذين فروا معية الأساتذة والتلاميذ من ساحة الثانوية للاختباء من وابل الحجارة الذي كان التلميذ يرشق بها ثانويته، قبل أن يتمكن من الانسلال إلى داخل المؤسسة، وتوجه صوب المدير وأسمعه كلاما نابيا وهدده بالقتل على مرأى ومسمع العاملين بالثانوية وجمع من التلاميذ، بحسب ما كشفه المدير للجريدة، مشددا على أن وصول عناصر الأمن التي باغتت التلميذ، عجلت بإنهاء الأوقات العصيبة التي عاشها المدير والأساتذة والتلاميذ، حيث تمكنت الشرطة من اعتقاله متلبسا بأفعاله داخل الثانوية. هذا ونفذ أطر إدارة الثانوية وأساتذتها وجميع العاملين بها، وقفة احتجاجية داخل مؤسستهم، بعد زوال يوم الحادث، شاركت فيها الجمعية الوطنية للمديرين، حيث نبه المحتجون إلى عودة الاعتداءات على الأطر التربوية والإدارية والتي ظهرت خلال السنوات الأخيرة وراح ضحيتها عدد من رجال التعليم، كما طالبوا بتوفير الأمن بداخل المؤسسات التعليمية وخارجها، فيما سارعت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس إلى إيفاد لجنة للتحقيق فيما حدث، خصوصا أن هناك تلاميذ آخرين يعيشون نفس وضعية التلميذ المعتقل، بعد أن واجهت الإدارة صعوبات في استقبالهم بسبب محدودية الطاقة الاستيعابية لثانوية “ابن عربي” بحي زواغة بفاس، والمحدثة سنة 2016 ب10 حجرات للدرس لا تتسع لأزيد عن 740 تلميذا وتلميذة، فيما تتطلع الإدارة إلى الرفع من طاقتها عبر بناء حجرات جديدة طبقا لمشروع أطلقته مصالح وزارة أمزازي، لكنها ظلت منذ شهر يوليوز الماضي حتى الآن، تنتظر من عمدة فاس إدريس الأزمي إصدار رخصة البناء للشروع في الأشغال، والتي يجهل حتى الآن أسباب تأخر مصالح الجماعة الحضرية لفاس في تسليمها، يورد مدير ثانوية “ابن عربي” نور الدين القليعي ل”أخبار اليوم”.