وجّه الأمير هشام، ابن عدم الملك محمّد السّادس، في حوار حصري له مع جريدة “القدس العربي”، انتقادات حادّة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بسبب مقتل الصحافي البارز، والكاتب في صحيفة الواشنطن بوست، جمال خاشقجي، في سفارة بلاده، بإسطنبول. وأكد الأمير هشام، أن المملكة العربية السعودية في ورطة بسبب مقتل الصحافي خاشقجي في قنصليتها التي يفترض أن تكون ملاذاً آمناً، وقال: “النظام السعودي يواجه بسبب ضغطا دوليا هائلا لم يخطر له على البال نهائيا، بسبب بشاعة الجريمة، ولإقامته في أمريكا، ولاحتضان الواشطن بوست له، ولأن خاشقجي يعتبر صوتاً إصلاحيا مدافعا عن حرية التعبير”. وأوضح الأمير هشام، أن “عملية اغتيال خاشقجي معقدة لأنها جرت في تمثيلية دبلوماسية، وتطلبت لوجستيكا ضخما شمل طائرات وفرق متعددة منها، الفريق المنفذ للجريمة، وتوظيف وزارة الخارجية. وعليه، لا يمكن لكل هذا أن يحدث ويتم بدون ضوء أخضر واضح من أعلى هرم السلطة”. وكشف في الأمير حواره مع “القدس العربي”، أن “هناك تعاون بين إدارة ترامب، والعربية السعودية في محاولة انقاذ ولي العهد محمد بن سلمان من مسؤوليته في قضية مقتل خاشقجي، لكن هذه العملية صعبة”. وأبرز المتحدّث، أن الأمير “بن سلمان، خرق كل القوانين والأعراف والتقاليد المعمول بها، فبعد المغامرات السابقة من حصار قطر وقضية ريتز كارلتون، الآن تواجه السعودية جريمة بشعة، فيها تقطيع أطراف مواطن مسالم.. هذه الجريمة خلقت الرعب داخل البلاد، وأصبح الجميع متخوف من مصير مماثل”. وأشار الأمير هشام، إلى أن “الخروج من قضية خاشقجي بسلام، قد يُشجع على مغامرات أكبر، فنحن في العمق أمام معضلة هيكلية جديدة في صنع القرار في السعودية وفي كيفية تنفيذه". وأورد في السياق نفسه، أنه وحتى “إن تمكّنت السعودية من احتواء الأزمة، فالجريمة ستلقي بثقلها على صورة ولي العهد والبلاد، وبالتالي فإن كل هذا قد يؤدي في آخر المطاف إلى حل عنيف للوضع”، حسبه. وأفاد أن الأتراك عبروا عن رفضهم وامتناعهم عن الدخول في استراتيجية ترامب-السعودية، ويعملون بذكاء على تقويض أي رواية أمريكية-سعودية تتستر على ما جرى في قضية مقتل خاشقجي، من خلال تسريب ممنهج للمعطيات حول الجريمة، وهذا هو الأساس.