لم يتم الحسم بعد في الأسباب التي أدت إلى “انحراف” القطار رقم 9 عن سكته بجماعة بوقنادل، والذي أدى إلى وفاة أزيد من 6 ركاب وإصابة العشرات، وهو ما جعل الروايات بشأن الحادثة تختلف بين الركاب والمكتب الوطني للسكك الحديدية والمستحدمين بالمكتب، بعد تسريب ثلاث محادثات بتطبيق الواتساب تقدم رواية ثالثة بشأن الواقعة. فما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع الحادث؟ وما هي الرواية الأقرب إلى التصديق؟ المسافرون، الذين كانوا على متن القطار، الذي انطلق من محطة سلا “تابريكت” على الساعة 9:26 دقيقة، أكدوا أنهم أحسوا برجة قوية في المكان نفسه، الذي وقع فيه الحادث، مما خلف لديهم إحساس بالخوف والرعب، كما سقط البعض ممن كان يجلس على الحافة بفعل الاهتزاز، وهو ما دفعهم للاحتجاج عند وصولهم إلى محطة “القنيطرة”. إحدى السيدات التي التقيناها في المستشفى العسكري قدمت لزيارة خالتها، قالت في حديثها ل”أخبار اليوم”، إنها كانت على موعد مع خالتها التي أصيبت في الحادث للذهاب إلى القنيطرة، لكن بعد تأخرها استقلت القطار الذي سبق القطار “رقم 9″، وعند وصولها إلى النقطة نفسها، تقول المتحدثة، “أحسسنا باهتزاز كبير في المقصورة، حتى اعتقدنا أن القطار سينقلب”، مضيفة أن “العاملين بالقطار طمأنوهم بأن هذه النقطة هي التي يغير القطار فيها السكة، وهو سبب الاهتزاز”. المتحدثة ذاتها أفادت أن “الركاب أبلغوا موظفي محطة القطار بالقنيطرة بما حدث، منبهين إلى خطورة ما وقع، لكن ما حصل يؤكد أن شكايات المواطنين لا تُؤخذ بعين الاعتبار”، تقول السيدة. الشهادة ذاتها أكدها طالب بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، والذي توفيت زميلته في الحادث وأصيب زميل آخر له بإصابات متفاوتة، حيث قال في حديثه ل”أخبار اليوم”، إنه استقل القطار الذي كان قبل القطار المعني بالحادثة، وأحسوا باهتزاز في النقطة نفسها التي شهدت الحادثة”، مضيفا أن “قوة الاهتزازات لم يشهدها القطار من قبل، فهو يستقل القطار مرتين في اليوم، متنقلا بين الرباطوالقنيطرة”. شهادات الركاب لم تعد حبيسة الجدران، بل كتبها أصحابها على مواقع تواصل الاجتماعي وعرفت انتشارا واسعا، وهو ما اضطر “oncf” للخروج والرد عليها، حيث قالت في بلاغ لها وهو الخامس منذ وقوع الحادثة، إن الإشعار تم على مستوى محطة سيدي الطيبي التي تبعد بعشر كيلومترات من مكان الحادث ببوقندال، مضيفا أنه “وفقا للقوانين والمساطر الجاري بها العمل، قام المكتب فور إشعاره بهذه الترددات بتمديد مدة توقف القطار بمحطة القنيطرة وإخضاعه للمراقبة، بالإضافة إلى قيام الفرق التقنية المتخصصة بمراقبة البنيات التحتية والمنشآت على مستوى سيدي الطيبي. وقد أكدت عمليات المراقبة هاته عدم وجود أي خلل أو عطب يُذكر”. بلاغ المكتب الوطني للسكك الحديدة، أثار استغرب الركاب الذين قدموا شهاداتهم، واعتبروه أنه “يضلل الرأي العام” ويخفي الأسباب الحقيقية وراء الحادث، والتي تعود إلى تقصير العاملين بالمكتب بالقيام بالصيانة رغم تقديم الشكايات بهذا الشأن”. رواية الركاب، دعمتها رواية عدد من العاملين بالمكتب، والذين كانوا يتحدثون في مجموعة خاصة بموظفي “oncf” وتم تسريب محادثتهم، حيث أوضحت التسجيلات الصوتية لثلاثة أشخاص أن السبب هو تقني تمت ملاحظته منذ يوم الجمعة الماضي، حيث إن مكان وقوع الحادث يفترض أن يسير فيه القطار بسرعة لا تتجاوز 60 كلم/ساعة، لكن غياب علامات التشوير حال دون الالتزام بالسرعة المحددة”، عامل آخر قال إن القطار موضوع الحادث كان يسير بضعف السرعة المسموح بها، أي 120 كلم/ساعة، مردفا “هادي وقت باش الإخوان يدويو على حقهم”. متحدث آخر في المجموعة ذاتها، قال إنه مر من المكان نفسه يوم الجمعة الماضي، ومنذ ذلك اليوم، والمشكل قائم دون أن يتم البحث عن حلول. شهادة العاملين تعزز رواية الركاب، مقابل رواية المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي أكد من خلال بلاغه أن المكتب يحرص على تقاسم المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع بشكل منتظم من خلال بلاغاته الصحفية الرسمية عبر مختلف قنوات التواصل، مشيرا إلى أن كل هذه الشهادات سيُستمع إليها في إطار البحث القضائي الذي فُتح من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.