رصد مختبر كندي متخصص في التكنولوجيات الحديثة، برنامجا للتجسس تحت اسم “بيغاسوس” استهدف المغرب و15 دولة عربية أخرى، من إنتاج الشركة الإسرائيلية “NSO” المتخصصة في إنتاج برامج الحرب الرقمية، والتي لا تبيع منتجاتها إلا بترخيص من وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأفاد المختبر أنه طيلة العامين الماضيين استهدف البرنامج 175 معارضا وناشطا حقوقيا في دول عربية وأوربية وإفريقية. ويرجح مختبر Citizen Lab أن البرنامج تستخدمه الحكومات في المنطقة من أجل ملاحقة المعارضين، من خلال مشغلات يوجد أحدها بالمغرب تحت اسم “أطلس”، ويستهدف هواتف أشخاص داخل المغرب، وآخرين في دول عربية أخرى مثل الجزائر وتونس والإمارات، وآخرين في ساحل العاج وفرنسا. ويشير تقرير المختبر إلى أن المشغل “أطلس” بدأ تشغيله منذ غشت 2017 حتى الآن. وكشف التقرير المنشور على موقع المختبر الإلكتروني أنه بالنظر إلى عدد المشغلين والدول العربية المستهدفة بالبرنامج، ظهر أن الإمارات تتصدر القائمة بستة مشغلين، تليها قطر ب5 مشغلين، ثم الأردن بثلاثة مشغلين، ثم لبنان والمغرب والبحرين وتونس باثنين، وأخيرا السعودية والجزائر والعراق ومصر وعمان وليبيا والكويت واليمن بمشغل واحد. وبحسب ما جاء في التقرير، فإن المختبر عمل على تطوير تقنيات جديدة لمسح الأنترنيت، وتمكن من تحديد 45 بلدا يقوم فيها مشغلو برنامج “بيغاسوس” بإجراء عمليات تجسس وملاحقة. وأفراد التقرير أنه بين غشت 2016 وغشت 2018، قام المختبر بمسح على الأنترنيت بحثا عن مشغلات مرتبطة ببرنامج “بيغاسوس” للتجسس، وعثر على 1091 عنوان (IP) يطابق البصمة الخاصة بالمختبر، كما عثر على 1014 اسم نطاق (الدومين) يشيرون إلى العناوين السابقة، وقام بتطوير واستخدام تقنية جديدة تحت اسم “أثينا” لتجميع وترتيب النتائج التي عثر عليها ضمن 36 نظاما ل”بيغاسوس”، وكل نظام منهم يعمل بإدارة مشغّل مختلف. كما قام المختبر بتصميم وإجراء دراسة لفحص “ذاكرة التخزين المؤقت لDNS” حول العالم على أسماء النطاقات المتطابقة من أجل تحديد الدول التي كان كل مشغل يتجسس فيها. وحدد المختبر انطلاقا من ذلك 45 دولة، يمكن لبرنامج “بيغاسوس” إجراء مراقبة فيها للهواتف. ولاحظ أن ما لا يقل عن 10 من مشغلي “بيغاسوس” تستخدم لملاحقة ومراقبة أشخاص خارج حدود بلدهم. واعتبر المختبر هذه النتيجة بأنها تعكس “صورة قاتمة عن المخاطر التي تتعرض لها حقوق الإنسان، وذلك بسبب الانتشار العالمي لشركة NSO الإسرائيلية”، كما أكد وجود 6 بلدان استخدمت هذا البرنامج “بشكل شيء لاستهداف المجتمع المدني”، وهي البحرين وكازاخستان والمكسيك والمغرب والسعودية والإمارات. وأفاد التقرير أن “ييغاسوس” يتم استخدامه أساسا من قبل دول معروفة ب”انتهاك حقوق الإنسان، ولديها تاريخ من السلوك التعسفي من قبل أجهزة أمن الدولة”، وأضاف “وجدنا مؤشرات على وجود مواضيع سياسية محتملة داخل المواد المستهدفة في العديد من البلدان، مما يلقي بظلال من الشك على استخدام التكنولوجيا كجزء من التحقيقات الجنائية”. ويشير التقرير إلى كيفية اشتغال “بيغاسوس”، وأوضح أنه الطرف المشغل للبرنامج ويبعث رسالة إلى الشخص المستهدف تتضمن إخبارا بوجود معلومات مهمة يمكنه الحصول عليها بمجرد الضغط على رباط في الرسالة، وهذا الرابط يكون خبيثا بغرض اختراق الهاتف. وفي حال ضغط الشخص المستهدف على الرابط، فإن بيغاسوس يستغل سلسلة من الثغرات غير المعروفة لاختراق الحماية الرقمية للهاتف، ويجري تحميل برنامج التجسس دون علم أو إذن صاحب الهاتف. وحين يتم تثبيت “بيغاسوس” على الهاتف، يبدأ في الاتصال بمركز التحكم لاستقبال وتنفيذ أوامر المشغل، ويمكنه حينها أن يرسل البيانات الخاصة بالشخص المستهدف، بما في ذلك المعلومات الخاصة عنه، وكلمات المرور، وجهات الاتصال، والتقويم، والرسائل النصية، والمكالمات الصوتية المباشرة، ويمكن لمشغل “بيغاسوس” أن يشغل كاميرا الهاتف والميكروفون لالتقاط وتسجيل كل ما يدور في المحيط الذي يوجد فيها الهاتف.