من وسط دروب حي الموحدين بسلا تابريكت، يخرج كل صباح، يرتدي زيه الرسمي، ويحمل على عاتقه مسؤولية أمن المواطنين، فعبد الجليل، الضابط النزيه كما يصفه معارفه، لا يتوانى في تقديم المساعدة المهنية والإنسانية للقريب والبعيد. هو عبد الجليل زعزاع، الشرطي الضابط، رب أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أبناء، أكبرهم يتابع دراسته خارج المغرب، في الوقت الذي يتابع الطفلان الآخران دراستهما بأرض الوطن. عبد الجليل زعزاع، البالغ من العمر 55 سنة، ينحدر من مدينة الخميسات، لقي حتفه، مساء أمس الثلاثاء، في حادث انقلاب قطار في منطقة بوقنادل، بعد انحرافه عن السكة، الأمر الذي تسبب في مقتل 11 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح. نزل الخبر كالصاعقة على ساكنة حي سلا تابريكت، فلا أحد اعتقد أن الرجل الذي خرج صباحا من بيته لن يعود مثل كل مساء، تاركا وراءه أرملة وثلاثة أيتام. بعد وصول خبر وفاته، نعاه أحد جيرانه على صفحته بفيسبوك قائلا: “يا آلله جاري عبد اللطيف زعزاع ضمن الضحايا عرفناه رجلا طيبا خلوقا متفانيا ونزيها خدوما من أسرة طيبة”، وهي الصفات نفسها التي أجمع عليها جميع أبناء الحي، مساء أمس الثلاثاء بجانب مستودع الأموات بسلا، حيث تعرفت العائلات على جثث ذويها. وتنتظر سلا تابريكت، صباح اليوم الأربعاء، وصول جثمان الضابط عبد الجليل، ليوارى الثرى بمقبرة المدينة، مخلفا وراءه أيتاما فقدوا الأب الحاضن، ووطنا رزئ في رجل مهام خدوم.