بدأت تظهر بعض أسرار لجوء المنظمات الإجرامية الدولية المتخصصة في تهريب المخدرات الصلبة، إلى الاتجار غير المشروع في الشباب المغاربة، بتهجيرهم إلى إسبانيا على متن القوارب السريعة (Narcolanchas) المعروفة بلقب “الفانتوم”، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 15 ألف درهم و45 ألف درهم. هذه الحملة التي استعان فيها “أباطرة” المخدرات بمواقع التواصل الاجتماعي للداعية ل”التجارة” الجديدة، دفعت الجيش المغربي والأجهزة الأمنية الإسبانية، إلى إعلان الحرب عليها، إلى درجة أن البحرية الملكية المغربية اضطرت إلى إطلاق الرصاص الحي على ربابنة الفانتوم، ما أدى إلى سقوط قتيلة و5 جرحى إلى حدود الساعة. السبب الرئيس والذي تؤكده الأرقام الرسمية هو سعي “أباطرة” تهريب الحشيش من شمال المغرب إلى الجنوب الإسباني للاستثمار في الهجرة السرية بهدف تدارك الخسائر الكبيرة التي لحقتهم منذ فاتح يناير 2017، بعد أن أقدمت الأجهزة الأمنية الإسبانية بتنسيق مع نظيراتها المغربية ووكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بضرب البنيات التحتية لهذه الشبكات الإجرامية في مضيق جبل طارق. آخر أرقام النيابة العامة المتخصصة في محاربة المخدرات، كشفت أنه في منطقة قاديس وسبتة لوحدها حطمت محجوزات الحشيش كل الأرقام القياسية، حيث ارتفعت إلى 216.5 طنا سنة 2017، بارتفاع قدره 66 طنا مقارنة مع سنة 2016. وأضافت أنه في كل رحلة بين المملكتين تهرب كمية 2 طن فما فوق. علما أن كميات الحشيش التي تهرب من المغرب إلى منطقة قاديس تمثل 40 في المائة من مجموع الكميات المهربة إلى إسبانيا سنويا. كما أن هذه الشبكات جن جنونها بعد اعتقال 1454 مهربا مشتبها فيه أو متواطئا معها سنة 2017 لوحدها، كما تم حجز 263 عربة و45 قارب فانتوم، و9 دراجات مائية سريعة، و90 زورقا من مختلف الأنواع. لهذا حذرت النيابة العامة الإسبانية من إمكانية انتقال هذه الشبكات إلى استعمال العنف بعد الضربات الأمنية القوية التي وجهتها إليها قائلة: “نشاطات الاتجار في المخدرات في منطقة قاديس بدأت تنتقل من الارتفاع المستمر لتهريب المخدرات إلى الاستعمال الكبير للعنف”، مشيرة إلى أنه في سنة 2015 تم حجز لدى المهربين 110 قطعة سلاح. وبخصوص “الفانتوم”، القارب الشبح، الذي أثار في الآونة الأخيرة جدلا كبيرة، تكشف أرقام النيابة العامة أن المافيا استعملته لإدخال 110 طنا من الحشيش ما بين 2012 و2016 إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق، كما تم حجز 93 فانتوما، واعتقال 326 مهربا. عملية تفكيك البنية التحتية لإمبراطورية الحشيش بين المغرب وإسبانيا، لازلت مستمر في عز ضغط الهجرة السرية بين البلدين، إذ كشفت معطيات جديدة أن الأمن الإسباني وجه ضربة جديدة ل”أباطرة” الحشيش في مضيق جبل طارق عبر عمليتين أمنيتين أدتا إلى حجز 5.5 طن من الحشيش ما بين 5 و7 أكتوبر الجاري واعتقال 5 مهربين، وحجز العديد من القوارب السريعة المتخصصة في تهريب الحشيش القادم من المغرب. العملية الأولى تمت على مستوى منطقة “بونتا كارنيرو” بالجزيرة الخضراء عندما كان قارب سريع يهم بالرسو في شاطئ المنطقة قبل مطاردته واعتقال 5 مهربين وحجز 104 حزمة من الحشيش (3.4 طن). العملية الثانية تمت، كذلك، في مياه جبل طارق، حيث تمكن الأمن بعد مطاردة هوليودية لقارب سريع من حجز 2.12 طنا من الحشيش.