نددت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، الخميس، بقرار بطريركية القسطنطينية الاعتراف بكنيسة في أوكرانيا مستقلة عن موسكو، معتبرة أنه بمثابة "كارثة" و"انشقاق". وقال الكسندر فولكوف، المتحدث باسم البطريرك الروسي كيريل، كما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي" الروسية: إن "بطريركية القسطنطينية اتخذت، اليوم، قرارًا كارثيًا بالنسبة إليها أولًا، وبالنسبة إلى مجمل العالم الأرثوذكسي بشكل عام". وأضاف فولكوف: "في الواقع، يمكن وصف ما حصل اليوم بأنه تشريع لانشقاق"، معتبرًا أن "بطريركية القسطنطينية تجاوزت الخط الأحمر". والأرثوذكس في أوكرانيا منقسمون، إذ ينتمي قسم منهم إلى الكنيسة الملحقة ببطريركية موسكو، فيما ينتمي قسم آخر إلى بطريركية كييف التي أعلنت من جانب واحد بعد استقلال البلاد، والتي لم تعترف بها إلى الآن أي كنيسة أرثوذكسية في العالم. وكانت كنيسة موسكو قلصت علاقاتها في أيلول/سبتمبر مع بطريركية القسطنطينية، على خلفية علاقات متوترة أصلًا بين الكنيستين. وحذّرت الكنيسة الروسية أيضًا من اندلاع اضطرابات في أوكرانيا بعد قرار بطريركية القسطنطينية، وخصوصًا أن بعض رجال الدين دعوا المؤمنين فيها إلى الاستعداد للدفاع عن كنائسهم وأديرتهم. واعترفت بطريركية القسطنطينية، الخميس، بكنيسة أرثوذكسية مستقلة في أوكرانيا، وذلك إثر مجمع مقدس عقد ليومين في إسطنبول. وفي بيان صدر في ختام المجمع، أعلنت البطريركية "تجديد قرارها المتخذ سابقًا، والقاضي بأن تمنح البطريركية المسكونية كنيسة أوكرانيا الاستقلالية" عن الكنيسة الروسية. وعلى الفور، رحب الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو بالقرار في تصريح تلفزيوني مباشر، وقال: "اتخذ قرار منح الاستقلالية لكنيسة أوكرانيا.. حصلنا على الاستقلالية اليوم". وقرر المجمع أيضًا إعادة البطريرك فيلاريت دينيسنكو "إلى رتبته في الهرمية الكنسية"، بعد النظر في طعن تقدم به ضد قرار بحرمانه أصدرته الكنيسة الروسية. وبعد استقلال أوكرانيا العام 1991 وانهيار الاتحاد السوفيتي، أسس فيلاريت الذي كان أسقفًا سابقًا في بطريركية موسكو، كنيسة أرثوذكسية أوكرانية أعلن نفسه بطريركًا لها، الأمر الذي دفع موسكو إلى حرمانه. وخلال المجمع، الذي افتتح الأربعاء، عرض موفدان للقسطنطينية كانا أرسلا إلى أوكرانيا، في شتنبر، نتائج مهمتهما والاتصالات التي أجرياها، بحسب مصادر البطريركية. واعتبرت مهمة هذين الموفدين إلى كييف بمثابة تمهيد لاعتراف القسطنطينية بكنيسة أرثوذكسية أوكرانية مستقلة. وكان أحد الموفدين، المطران الأمريكي دانيال، أكد من أوكرانيا، في 17 شتنبر، أن قرار تأسيس كنيسة أرثوذكسية أوكرانية مستقلة تسعى إليها كييف ويتم الاعتراف بها خارج أوكرانيا، قد "اتخذ" فعلًا، رغم المعارضة الشديدة لكنيسة موسكو.