مع بداية حصد محصول الكيف، تتجدد مخاوف مزارعي القنب الهندي بمناطق الزراعة، بسبب الشكايات التي تسجل بكثافة في هذه الفترة ضد المزارعين وأغلبها وفق مصادر مطلعة شكايات مجهولة تستند في الغالب على خلفيات الغرض منها تصفية الحسابات. وظلت الشكايات التي يصفها المزارعون بالكيدية، الهاجس الأكبر لهم في هذه الفترة، والتي يمكن أن تقضي على شقاء سنة كاملة وتؤدي بهم إلى السجن، بفعل النشاط الذي يمارسه أغلب سكان مناطق زراعة القنب الهندي. ويقول شريف أدرداك، رئيس جمعية أمازيغ صنهاجة الريف، إحدى الجمعيات المهتمة بوضعية مزارعي القنب الهندي، إنه “مباشرة بعد كل موسم حصاد للقنب الهندي، يسود شعور بالخوف لدى جميع المزارعين ببلاد الكيف بسبب خطر مداهمة منازلهم من طرف عناصر الدرك الملكي التي تقتحم مداشرهم من أجل البحث عن عشبة الكيف”. هذا التحرك وفق تصريح لأدرداك ل”أخبار اليوم”، يأتي “مباشرة بعد توصلها بشكاية ولو كانت كيدية ومجهولة، مما يضع مستقبل وحرية المزارعين وعائلاتهم في كف عفريت، حيث يتم استغلال هذه الفترة من أجل تصفية الحسابات الشخصية بين البارونات أو المنتخبين أو المزارعين أوهم معا”. ويكفي حسب الناشط الجمعوي، أن يتقدم أي شخص لوضع شكاية تتهم أحدهم بحيازة الكيف، “حتى تتحرك السلطات المعنية لمعاينة منزله بالرغم من علمها ويقينها الراسخ بأن المنطقة كلها تزرع الكيف وبأن الأخير هو المورد الاقتصادي الوحيد لعائلات المنطقة، حيث تقوم باعتقال الشخص الوارد اسمه ضمن الشكاية وتترك جيرانه الذين يزرعون الكيف كذلك، في مشهد سوريالي وغير منطقي يتكرر بالمنطقة خلال هذه الفترة التي تشهد عملية تحويل الكيف لحشيش”. وذكر المصدر نفسه، بما عاشته أخيرا منطقة “خلوقت” القريبة من مدينة تاركيست، من مداهمة غير مسبوقة من طرف عناصر الدرك الملكي، “زرعت الرعب في نفوس المزارعين الذين أقدموا على إتلاف محاصيلهم أو نقلها خلسة بالليل إلى أماكن مجهولة، والتخلص من شوائب الكيف حتى لا يتم تسجيل محاضر معاينة ضدهم”. وقد انتهت هذه العمليات باعتقال أحد أبرز “بارونات” المنطقة، مما أدخل الساكنة في نفق الشكايات الكيدية الانتقامية، خصوصا وأن المنطقة تشهد صراعا بين عائلتين نافذتين تستقطبان مزارعي الكيف عن طريق شراء محاصيلهم.