يبدو أن قرار الاتحاد الأوروبي تعديل أسعار الخضر والفواكه التي تدخل إلى الأسواق الأوروبية، لن يشكل كارثة على الفلاحة المغربية فقط وإنما حتى على تجار الخضر الأوروبيين الذين أكدوا أن تجارتهم ستتضرر بسبب هذا الإجراء، نظرا لارتباطهم بالمنتجات المغربية. تخوف التجار الأوروبيين عبر عنه مسؤولو سوق "سان شارل" الدولي في فرنسا، والذين قالوا بأن الإجراء الذي قرر الاتحاد الأوروبي اتخاذه سيخفض من تجارتهم بنسبة 50 في المائة وخاصة فيما يتعلق ببيع الطماطم المغربية والتي تمثل ربع نشاط السوق الفرنسي الذي يجمع تجار الخضر الأوروبيين ويعتبر من بين أكبر أسواق الخضر في أوروبا. وقال جورج جوردان المدير العام للسوق إن "نظام احتساب أسعار الخضر والفواكه التي تدخل إلى الاتحاد الأوروبي والتي سيتم تعديلها ابتداء من شهر أكتوبر من السنة الجارية سيؤدي إلى تراجع أنشطة السوق التي بدأت تعرف نسبة نمو مهمة خلال الفترة الحالية لكن هذا القرار سيهدم كل شيء". كما عبر مدير سوق عن تخوفه من أن ينخفض حجم الصادرات المغربية إلى أكثر من 50 في المائة، حيث يستقبل السوق حاليا 400 ألف طن من الطماطم المغربية كل سنة، وهو ما يمثل ربع كمية الخضر والفواكه التي ترد على هذا السوق الأوروبي، غير أن هذا الرقم سينخفض إلى أكثر من النصف في حالة تم تطبيق هذا الإجراء. وحسب تقديرات المدير جورج جوردان فإن سوق سان شارل "سيجد الكثير من الصعوبات من أجل استقطاب الشركات المغربية والبالغ عددها حاليا خمس شركات لتصدير الخضر والفواكه إلى أوروبا، كما أن المستوردين الأوروبيين سيضطرون إلى تخفيض حجم وارداتهم من الخضر المغربية لكون الأسعار ستعرف ارتفاعا كبيرا"، مؤكدا على أنه لا يمكن معرفة الأضرار الاجتماعية لهذا الإجراء الأوروبي لكن الأمر الأكيد أن هذا الإجراء سيقتل فرص الشغل في سوق تجارة الخضر والفواكه الأوروبية، ذلك أن سوق سان شارل يشغل 2000 أشخص بطريقة مباشرة و5000 شخص بطريقة غير مباشرة. كما رفض جورج جوردان تبرير هذا الإجراء بحماية مصلحة المنتجات الأوروبية من منافسة الطماطم المغربية، لأن "موسم الطماطم في المغرب لا يتزامن مع الموسم في فرنسا أو هولندا، وبالتالي فالطماطم المغربية لا تنافس الطماطم الأوروبية"، محذرا في الوقت ذاته من خطورة هذا القرار على حجم المبادلات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي.