على خلفية الحرب الكلامية بين حزب رئيس الحكومة، العدالة والتنمية، وحليفه الحكومي التجمع الوطني للأحرار، وجه حزب الاستقلال المعارض، انتقادات شديدة للأغلبية الحكومية، واصفا وضعها ب”المرتبك”. وأصدرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، اليوم الخميس، بلاغا، عقب خلوتها السياسية طيلة يوم أمس الأربعاء، اتهمت فيه حكومة سعد الدين العثماني ب”غياب رؤية مندمجة وضع وتنفيذ أوراش التنمية المعلن عنها، وضعف الحكامة والنجاعة في تدبير الشأن العام مع الارتباك المتزايد في صفوف الأغلبية الحكومية، وكل ذلك في تزامن غير مسبوق مع تصاعد الاحتجاجات في عدد من المدن، وتسرب اليأس والإحباط لدى فئات عديدة من المجتمع وخاصة لدى الشباب الذي أصبح يفضل الهجرة عوض البقاء رهينة في يد حكومة عاجزة على توفير الشغل وضمان كرامته”. واعتبرت قيادة الاستقلال أن أزمة التنمية في المغرب لا تنفصل عن أزمة حكامة السياسات، وأن تراجع “السياسي” أصبح اليوم مُعَطِّلًا ومصدرَ انحسار للنموذج التنموي الحالي، بعد أن كان محركا وسندا أساسيا في التنمية خلال تجارب الإصلاح الدستوري، والانتقال الديمقراطي، والتناوب التوافقي، والمصالحات الكبرى منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي؛ كما وجه حزب الاستقلال دعوة إلى باقي الفرقاء للالتفاف حول لحظة توافقية كبرى، بعيدا عن التدافع والتصادم، تحصن المكتسبات وتجدد الالتزام الجماعي بروح ومسار الإصلاح، وتعطي إشارات سياسية قوية بأجندة واضحة للمرحلة القادمة، من شأنها استعادة الثقة في السياسة ومؤسساتها، لإقناع المواطنين وخصوصا الشباب منهم بأن النموذج التنموي الجديد سيكون فعلا هو بوابتهم نحو حياة أفضل بالإنصاف في توزيع الثروة، والمواطنة الكريمة.