اعتبر “براين أكتون”، الشريك، المؤسس لتطبيق “واتساب”، بيع التطبيق لشركة “فايسبوك” عام 2014، بمثابة بيع لخصوصية المستخدمين. وقال “أكتون” في حوار مع مجلة “فوربس” الأمريكية: نقلته الشرق الأوسط، صباح اليوم الخميس، “بيع التطبيق إلى “فايسبوك” انتهى إلى بيع خصوصية المستخدمين”، مشيراً إلى أن سياسة الخصوصية، ووظيفة التطبيق المشفرة، كانت من بين أسباب اشتعال الخلاف بينه و”مارك زوكربيرغ”، الرئيس التنفيذي لشركة “فايسبوك”، ما جعله يقدم استقالته، العام الماضي، وترك 850 مليون دولار عبارة عن نصيبه من أرباح الشركة، التي ارتفعت أسهمها، قُبيل مغادرته مكتبه. وأوضح “أكتون”، أن شركة “فايسبوك” بعد استحواذها على “واتساب” بنحو 14 مليار دولار، أرادت عرض إعلانات في حالات مستخدمي التطبيق، يتم تحديدها، اعتماداً على بيانات، وخصوصية المستخدمين، بالإضافة إلى تمكين الشركات المعلنة من التواصل مباشرة مع مستخدمي التطبيق عبر الرسائل الخاصة، مشيراً إلى أن “فايسبوك” لن تتخلى عن خططها لتحقيق أرباح عبر استثمار “واتساب” بأي طريقة كانت. وفي محاولة لإقناع الرئيس التنفيذي ل”فايسبوك” بالتراجع عن بيع بيانات المستخدمين، اقترح “أكتون” بدائل لتحقيق الدخل من التطبيق، عبر فرض رسوم بعد استخدام عدد كبير من الرسائل المجانية. ورفضت “شيريل ساندبرج”، كبيرة مسؤولي التشغيل في “فايسبوك”، اقتراح “أكتون، مؤكدة أن ذلك لن يمكّن الشركة من رفع دخلها، بينما رد “زوكربيرغ” على سؤال “أكتون” حول إصرار “فايسبوك” على إعلانات “الواتساب” بالقول: “ربما ستكون هذه آخر مرة تتحدث فيها إلي”. وعلى الرغم من ذلك، لم يحمّل “أكتون” المسؤولين على “فايسبوك”، المسؤولية الأخلاقية لبيع بيانات، وخصوصية مستخدمي “واتساب”، إذ قال معترفاً بتحمله المسؤولية: “بعت خصوصية المستخدمين لشركة “فايسبوك” ليحققوا أرباحاً أكبر.. أنا خائن أعترف بذلك”، بينما وصف الساهرين على “فايسبوك” بكونهم “رجال أعمال جيدون”، يسعون إلى تحقيق الأرباح بمختلف الوسائل، وشعارهم “إذا كان الأمر يحقق أرباحاً فسنقوم به”. وعن عدم تأجيل استقالته بعض الوقت ليتسنى له الحصول على 850 مليون دولار، عبارة عن حصته من أرباح أسهم الشركة، قال: “لم أستطع الانتظار… كل ما رغبت فيه هو المغادرة فوراً”. وطفى خلاف أكتون مع شركة “فيسبوك” التي جعلت منه مليارديراً، إبان ما يعرف بأزمة “كامبريدج أناليتيكا”، حين كشف “أليكسندر كوغان” مُطور التطبيق عن تسريب “فايسبوك” لبيانات المستخدمين وبيعها لأغراض إعلانية، حيث شارك “أكتون” حينها في وسم يدعو إلى حذف تطبيق “فايسبوك”، بعبارة “لقد حان الوقت”. وبعد ساعات من نشر الحوار، الذي تناقلته مختلف الصحف العالمية، شن “ديفيد ماركوس”، قائد فريق أبحاث البلوكتشين في فايسبوك، هجوماً عنيفاً على “براين أكتون”، متهماً إياه بالجحود. وبالإضافة إلى اتهامه بعرقلة جهود “فايسبوك” لتطوير “واتساب”، قال ماركوس في تدوينة مطولة، نشرتها صحيفة (الدايلي ميل) البريطانية، اليوم الخميس: “أصبح “أكتون” يشكل نموذجاً جديداً للطبقة الضحلة، “فايسبوك” جعلت منه مليارديراً”. وأضاف “ماركوس”، مدافعاً عن مؤسس “فايسبوك”: “زوكربيرغ دعم عملية تشفير محادثات “واتساب” (من النهاية إلى النهاية)، التي حدثت بعد استحواذ “فايسبوك” على التطبيق”، وقال: “إذا كنت شغوفاً بعملك، ففي هذه الحالة تعمل جاهداً لإثبات صحة موقفك، لا أن تكون عدوانياً وسلبياً”. يذكر أن إدارة “فايسبوك” أكدت البدء في عرض الإعلانات التجارية على “حالات” المستخدمين (Status) لتطبيق “واتساب” مطلع العام المقبل، إلا أنها أكدت، أيضاً، الإبقاء على سياسة تشفير الرسائل “من النهاية إلى النهاية”.