لأول مرة منذ اعتقالهم قبل أزيد من سنة و3 أشهر، أمضى ناصر الزفزافي وباقي معتقلي حراك الريف، البالغ عددهم 36 ناشطا، ليلة أول أمس السبت، أولى لياليهم مجتمعين داخل الجناح 8 بالمركب السجني «عكاشة» بالدارالبيضاء، بعد قرار لإدارة السجن بهذا الشأن، باستثناء أشرف اليخلوفي الذي نقل إلى سجن تيفلت، وربيع الأبلق الذي لايزال وحيدا بجناح المصحة. وأفادت أسماء الوديع، عن هيئة دفاع المعتقلين، بأن إدارة سجن «عكاشة» خصصت الجناح 8 لاستقبال معتقلي حراك الريف، بمن فيهم ناصر الزفزافي الذي كان قد وضع بزنزانة انفرادية، منذ إيداعه السجن قبل أزيد من سنة، وهو ما لقي استحسانا من قائد الحراك، ورغم ذلك، فإنه إجراء غير كفيل لجعله يرفع الإضراب عن الطعام الذي خاضه رفقة ربيع الأبلق ومحمد الحاكي. وأوضحت المحامية الوديع ل«اليوم24» أن إدارة سجن «عكاشة» قررت عدم إلحاق ربيع الأبلق بباقي معتقلي الحراك بالجناح 8، والإبقاء عليه بجناح المصحة، إلى حين رفعه الإضراب عن الطعام، مشيرة إلى أن لجنة تفاوضت مع الزفزافي ورفاقه لرفع الإضراب، ومناقشة المطالب التي تقدم بها معتقلو حراك الريف، مؤكدة أن أولى المطالب تتعلق بضرورة إعادة أشرف اليخلوفي الذي نُقل تأديبيا إلى سجن تيفلت 2، إلى المركب السجني عكاشة، إضافة إلى مطالب أخرى يحاول الطرفان إيجاد صيغة لحلها. ومن المنتظر أن ينزل ناصر الزفزافي، قائد الحراك، في زنزانته بالمركب السجني «عكاشة» رفقة نشطاء من الحراك، وذلك لأول مرة منذ اعتقاله، حيث كان نزيلا بزنزانة انفرادية طيلة اعتقاله ومحاكمته، وقد طالبت هيئة دفاعه غير ما مرة، أثناء أطوار المحاكمة بجنايات الدارالبيضاء، بوضعه رفقة نشطاء آخرين، معتبرين الزنزانة الانفرادية نوعا من التعذيب والتضييق على حقوقه. وعملت إدارة سجن «عكاشة» على تجميع 36 معتقلا من نشطاء حراك الريف، بعد الإبقاء على ربيع الأبلق، وترحيل أشرف اليخلوفي، وذلك بعدما صار عدد معتقلي حراك الريف 38 معتقلا، إثر صدور العفو الملكي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، واستفادة 11 معتقلا منه، وتمتيعهم بالحرية، وهو ما قلص عدد معتقلي الحراك إلى 38، الذين ستواصل محكمة الجنايات الاستئنافية محاكمتهم في الشق الاستئنافي من المحاكمة، بعد تحديد موعد الجلسة المقبلة. وأصدرت إدارة مؤسسة السجن المحلي عين السبع 1 بيانا توضح فيه تفاعلها مع طلب النزلاء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة، الذين طالبوا بتجميعهم في حي واحد، وذلك بعدما تمكنت من إفراغ جناح جماعي بالحي الذي يؤويهم، لكن إدارة المؤسسة فوجئت بعد تلبية الطلب المذكور بمطالبة بعض النزلاء بإرجاع معتقل آخر على خلفية الأحداث نفسها، جرى ترحيله تأديبيا وبشكل مؤقت إلى مؤسسة سجنية أخرى، إثر ارتكابه مخالفة تتمثل في إثارة البلبلة والفوضى بقاعة الزيارة وبزنزانته، بعدما رفضت الإدارة الاستجابة لطلبه الرامي إلى السماح بزيارته من طرف أحد الأشخاص الذي لا تربطه به أي صلة قرابة. وأضافت مندوبية التامك، في بيان لها، أن الإدارة فوجئت بطلب بعض المعتقلين إيواءهم بغرف انفرادية في تناقض تام مع طلبهم الأول، مهددين بالدخول في إضراب عن الطعام، ما يدل على أن الأهداف الكامنة وراء هذه السلوكات لا تمت بصلة إلى ظروف اعتقالهم بالمؤسسة حسب البيان. واعتبارا لذلك، «ستبقى إدارة المؤسسة حريصة على فرض النظام داخل المؤسسة، وعلى توفير ظروف اعتقال مطابقة للقانون لجميع النزلاء».