على غرار ما فعله مؤلف كتاب: "نار وغضب"، مايكل وولف، كشفت أوماروسا مانيغولت نيومان، المساعدة السابقة للرئيس الأمريكي، عن فضائح ومواقف خطيرة من حياة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كتاب لها بعنوان: "المعتوه: شهادة من داخل البيت الأبيض لترامب" الذي ترسم فيه صورة أشد قتامة له، وذلك بعد إقالتها المفاجئة في دجنبر الماضي. إذ وصف الكتاب بأنه "حساب متفجر ومفاجئ" لعلاقة مؤلفته بالرئيس ترامب، التي كان أول ظهور لها في الفضاء العمومي الأمريكي عبر التلفزيون الواقعي قبل 15 عاما. والكتاب حافل بالوقائع الطريفة والمضحكة، وكذا المواقف الخطيرة من المرأة والمواطنين الأمريكيين أصحاب البشرة المختلفة. إذ تقول مانيغولت، التي كانت أبرز المستشارين من أصول إفريقية في البيت الأبيض، في مذكراتها التي يبدو أنها ستحدث ضجة واسعة، إن ترامب "العنصري" استخدم كلمة "زنجي" مرارا وتكرارا. كما أنها تروي أنها شاهدت ترامب وهو يمضغ قطعة ورق في إحدى المناسبات خلال السنة الماضية. ومن جانب آخر، وصفت ترامب بأنه "شخص متقلب ومشتت ومعاد للنساء وغير مأمون". وأضافت، نقلا عن ثلاثة مصادر لم تسمها، إن تسجيلا لترامب، قبل توليه الرئاسة، يوثق ترديده "لهذا اللفظ العنصري القبيح عدة مرات" خلال برنامج تلفزيون الواقع "سليبرتي أبرينتس". وفي كتابها "المعتوه"، الذي نشرت صحيفة "دو غارديان" البريطانية مقتطفات منه، قبل نشره بأيام، تصر المشتركة السابقة في نفس برنامج تلفزيون الواقع "أبرينتس" على صحة هذه التقارير. كما تدعي أنها شهدت ترامب شخصيا وهو يستخدم لفظا عرقيا آخر، ليهين به زوج مستشارته كيليان كونواي لأنه نصف فلبيني. وتذهب مانيغولت أبعد من ذلك مشككة في حالة ترامب العقلية، حيث تصوره على أنه غير قادر على السيطرة على نزواته، حسبما قالت صحيفة "واشنطن بوست"، التي أوردت أنها حصلت على مقتطفات من الكتاب. وكتبت، أيضا، أن المحيطين بترامب عرضوا عليها عقدا بقيمة 15 ألف دولار شهريا مقابل صمتها. يشار إلى أن مانيغولت نيومان شغلت منصب مساعدة للرئيس ومديرة الاتصالات في مكتب الاتصال العام، وفقا لما ذكرته أمازون. ثم تم فصلها في دجنبر الماضي، وقد وصلت علاقتها مع ترامب إلى نهاية حاسمة ونهائية، كما تقول أمازون. وكان النقاد شككوا سابقا في مصداقية مانيغولت، ومن المرجح أن يتهموها بالسعي للانتقام من الإدارة بعد إقالتها المفاجئة في دجنبر الماضي، بنشر هذه المذكرات. وسارع البيت الأبيض إلى نفي كل ما قالته المسؤولة السابقة. وقال في بيان صحافي إن الكتاب "مليء بالأكاذيب". فعندما سئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز عن الكتاب، قالت إن مانيغولت نيومان اختارت ألا تقول الحقيقة عن "كل الأشياء الجيدة التي يفعلها الرئيس ترامب وإدارته لجعل أمريكا آمنة ومزدهرة، هذا الكتاب مليء بالأكاذيب والاتهامات الباطلة". وأضافت أنه من المحزن أن وسائل الإعلام أخذت على محمل الجد كتاب موظفة سابقة بالبيت الأبيض تحاول جني الأرباح من هجمات زائفة. من جانب آخر، تربع كتاب "المعتوه" المرتبة الثانية في قائمة الكتب الأعلى مبيعا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ تخطت مبيعاته 33 ألف نسخة في أول أسبوع من إصداره. إذ أظهرت إحصائيات المبيعات من خدمة "إن. بي. دو بوك– سكان"، الأسبوع الماضي، أن كتاب "المعتوه" جاء في المرتبة الثانية بعد كتاب "غورل: ووش يور فايس"، الذي باع أكثر من 58600 نسخة في أسبوع. يذكر أن كتاب "نار وغضب" صور حالة الفوضى في البيت الأبيض في العام الأول الذي أمضاه ترامب في الرئاسة، استنادا إلى لقاءات مكثفة أجراها مؤلف الكتاب مع ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي السابق لترامب وآخرين.