تفاعل أعضاء حزب العدالة والتنمية، على نطاق واسع، مع بلاغ التقدم والاشتراكية المتعلق بحذف القطاع، الذي كانت تشرف عليه التقدمية، شرفات أفيلال، باقتراح من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، مطالبين بالتعجيل بانعقاد المجلس الوطني لحزب البيجيدي، كهيئة تقريرية لمناقشة الوضع واتخاذ القرارات المناسبة. وبهذا الخصوص، أطلقت آمنة ماء العينين، القيادية بحزب العثماني النار على هذا الأخير، وعلى قيادات الحزب، مطالبة بضرورة التواصل مع الأعضاء، و"التوقف عن التعامل مع الأعضاء والمناضلين من منظور "من معنا" و"من ضدنا""، كما نبهت إلى أن الحزب "يمر من فترة عصيبة، زادها حساسية الوضعية السياسية في البلد". وقالت ماء العينين، المعروفة بمواقفها القوية في عدد من القضايا، في تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، إن "مناضلي الحزب في تفاعلهم مع حذف حقيبة التقدم والاشتراكية من الحكومة، ينتقدون رئيس الحكومة، وأدائه في الواقعة، ويُحمِّلون المسؤولية مباشرة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية"، مطالبين "بتواصل هذا الأخير بدل تركهم يترقبون بلاغ حزب آخر لمشاركته، ومناقشته في غياب تام للتواصل الداخلي، وكأن لاحزب لهم ولا مؤسسات يستقون منها المعلومة بشفافية ووضوح". وأكدت ماء العينين، على أن "مجابهة النقاش السياسي، والأسئلة الحارقة لدى المناضلين بمقاربات أخلاقية قوامها "لا تشككوا في إخوتكم"، "لا تنتقدوا إخوتكم"، أو بمحاولة عدِّ الأصوات المنتقدة، والتباهي بكونها مجرد أقلية، لا يمكن أن يكون جوابا مقنعا لأسئلة حقيقية تفجرت لدى مناضلين حقيقيين مارسوا السياسة وخبروا دروب النضال". وفي السياق ذاته، أقرت ماء العينين أن الحوار الداخلي إلى حدود اللحظة، لم يؤد الأغراض المرجوة منه، وأنه بقي حوارا بين أفراد محدودين من حيث العدد داخل جدران مغلقة"، فيما تتناسل الأسئلة لدى عموم الأعضاء دون أجوبة. وشددت على ضرورة إقناع أعضاء الحزب بكل ما يحدث، موضحة :"إذا ما غابت الأطروحة المقنعة داخل تنظيم ما، فما على قيادته، ومؤسساته إلا أن يواجهوا الوضع بشجاعة أدبية، ويقروا أن المشكل قائم، ويحتاج إلى نقاش هادئ يتخلص من الاعتبارات النفسية، والذاتية التي تشكل أخطر كوابح للمبادرة الناجعة". ونبهت النائبة البرلمانية حزب المصباح إلى ما أسمتها "مقاربات تقليدية، وجب مراجعتها لكونها لا تصمد كثيرا أمام تسارع الوقائع، وتناقض الأداء بخصوصها، من قبيل تحويل قيادة الحزب للأغلبية وميثاقها، إلى ما يشبه المقدس الذي لا يجب المس به خوفا على تماسكها و"انسجامها"، واعتبرتها ورقة ترفع بشكل دائم في وجه الفريق النيابي، ومبادراته البرلمانية التي تفننت أطراف من الأغلبية في عرقلتها لدرجة إهانة فريق العدالة والتنمية. وفيما انتقدت خرجة نائب الأمين العام في تدوينة "يهاجم فيها حامي الدين لكونه عبر عن رأي خاص بخصوص الأغلبية الحكومية، مذكرا إياه بميثاق الأغلبية، وملمحا في سياق غير واضح لرئاسته للجنة برلمانية باعتبارها"امتيازا"، أبرزت ماء العينين أن حزبا من الأغلبية خرج اليوم ببلاغ يتهم فيه رئيس الحزب بعدم احترام ما يوجبه ميثاق الأغلبية، وهو ما يهدد بنفس المنطق ذلك التماسك وذلك "الانسجام". وأكد حزب التقدم والاشتراكية في بلاغه أمس حول موقفه من قضية تجريد الوزيرة المنتدبة في الماء شرفات أفيلال، بأن "حزب التقدم والاشتراكية عرف ما عرفه من صدمات منذ أن اختار المشاركة في الحكومة سنة 2011 إلى جانب العدالة والتنمية وأحزاب صديقة أخرى، ومارسَ هذه المشاركة بجرأة وإقدام واستماتة، وظل متشبثا بهذا الاختيار انطلاقا من حرصه الشديد على الدفاع عن المشروع الديمقراطي الذي ناضل من أجله".