تزامنا مع حالة التأهب التي مست المغرب خوفا من وصول داء "الكوليرا" إليه، قادما من الجارة الشرقية الجزائر، انتشرت أخبار عن دعوة وزارة الصحة لعموم المواطنين لاستهلاك المياه المعدنية، غير أن وثيقة لوزارة الصحة، وزعتها على المدراء الجهويين للصحة، تكشف حقيقة التعليمات الوزارية حول استعمال المياه للوقاية من "الكوليرا". البلاغ الرسمي لوزارة الصحة الصادر اليوم الثلاثاء، لا يشير إلى أي توجيه خاص للمواطنين لاستعمال مياه معينة للوقاية من الكوليرا، غير أن مراسلة خاصة وزعتها وزارة الصحة، مطلع الأسبوع الجاري، على المدراء الجهويين لها، وقعها أنس الدكالي، ضمت توجيهات خاصة في الشق المتعلق باستهلاك وتخزين المياه الموجهة للاستهلاك الشخصي. ودعت وزارة الصحة مدراءها الجهويين، في المراسلة التي وزعتها عليهم بداية الأسبوع الجاري، إلى التأكد من وجود ما يكفي من المياه المخصصة للاستهلاك، خصوصا في المناطق التي تعاني من نقص في المياه، بتوفير خزانات المياه ونقط تعبئة جديدة، بما يتناسب مع معايير النظافة، مع التأكد من أن المياه الموزعة تستوفي الشروط الصحية المطلوبة للاستهلاك الفردي، إضافة إلى تعزيز المراقبة الصحية للمياه الموجهة للاستهلاك وأنظمة التطهير، مع إعطاء أولوية خاصة للمناطق التي تتعرض فيها المياه للانقطاع المتكرر. وطالبت وزارة الصحة مدراءها الجهويين بتكثيف دوريات مراقبة الصرف الصحي، موصية إياهم بضرورة التعبئة من أجل توعية سكان المناطق القروية على وجه الخصوص حول ضرورة تعقيم حاويات المياه في البيوت، وطرق تنظيف المنتجات الحيوانية قبل الاستهلاك. وألزمت الوزارة المدراء الجهويين للصحة، برفع تقارير يومية عن تنزيل تعليماتها للوقاية من داء الكوليرا، وهي التقارير التي سيتم تجميعها في مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض. يشار إلى أن الجارة الشرقية الجزائر أقرت، رسميا، بتسجيل حالات من وباء "الكوليرا" موزعة بين عدد من الولايات، ما دفع دول المنطقة ومنهم المغرب، لرفع حالة التأهب إلى مستويات كبيرة، خوفا من تسلل الوباء لدول المنطقة.