يعيش حي بوتشكات، ومعه كافة الأحياء، التي تعرف احتفالات ظاهرة "بيلماون" في مدينة أكادير، أجواء مختلطة تجمع بين فرحة الفرجة ورعب الاجرام، الذي يواكب هذا الحدث، في كل سنة. وتحولت هذه الاحتفالات لسكان "حي بوتشكات "ومعهم عدد من محبي كارنفال بوجلود بمناسبة عيد الاضحى المبارك إلى نكسة، بعدما تحول بعض الفرح إلى فوضى عارمة بسبب قلة التنظيم، والتأطير، حيث تسبب عراك بالسيوف بين شابين وسط الجمهور في إصابة أحدهم، الشيء الذي نشر الخوف والهلع في صفوف العائلات، خصوصا الأمهات، والأطفال. وتدخل الأمن بسرعة لفض التجمع، ومعاينة الحادث، حيث تم نقل الشاب المصاب إلى المستشفى، واعتقال منفذ الاعتداء، الذي يقطن في أحد الأحياء المجاورة، وبحوزته السلاح الأبيض. وهذه الاحتفالات، اليوم، تشكل موضوع الساكنة ومجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت خطرا كبيرا على سلامة الأفراد، الكل ينتظر المناسبة للانتقام إما بطعنة سكين أو ضربة غدر، خصوصا أن أغلبهم يكونون ملثمين، ومختبئين في الجلود، لا أحد يستطيع أن يميز بعضهم عن بعض. كما تصاحب هذه الحفلات مجموعة من السلوكات الخطيرة، كتناول الكحول، والمخدرات، وركوب الدراجات النارية، الفائقة السرعة، والتي غالبا ما تكون نهايتها مأساوية. والمعروف على احتفالات " بيلماون" " بوجلود" أنها جزء من التراث المغربي، الذي تنفرد به جهة سوس ماسة، وهو فرصة سنوية ينتظرها المهتمون والمحبون لهذا النوع من الفن، الذي يأخذ أشكالا في التظاهر بين شوارع المدينة، من أجل التسلية، والفرجة والاحتفال بقدوم عيد الأضحى المبارك، إلا أنه أصبح اليوم كابوسا مرعبا، يهدد سلامة ساكنة أكادير، وسوس، عامة، ومناسبة يتصيدها المجرمون، والمنحرفون للسرقة، والانتقام بطريقة فنية، وهم ملثمين، ومتخفين في جلود الأضاحي. وتجدر الإشارة إلى أن المستشار البرلماني، ورئيس الجماعة الحضرية للدشيرة الجهادية، رمضان بوعشرة، نشر مجموعة من التدوينات في صفحته "في فايسبووك"، أوضح من خلالها الوضع المزري، الذي وصلت إليه الاحتفالات بظاهرة "بوجلود بيلماون" في منطقة سوس، وهي كالتالي: "بئس التراث الذي تزهق فيه الأرواح." "بئس الثرات الذي يخلف كل سنة ضحايا الجرح بالسكاكين على وشك الموت." "بئس الثرات الذي لا يراعي حرمة و لا يأبه لحال شيخ و لا عجوز و لا مريض". " بئس الثرات الذي ينتج كل آخر ليلة صراخ و عويل و سباب و شتائم ...". "بئس الثرات الذي يُنعش في داخله كافة أنواع الخبائت..". "مهما سعينا إلى التنظيم بمقاربة تشاركية لكن للأسف الشديد تأتي نمادج من البشر تفسد كل شيء". "لا حول و لا قوة إلا بالله."