تحتفل نساء قرية "الحدادوة" في تاونات، بمرور عام كامل على الحريق المهول، الذي اندلع في حقل فلاحي مجاور للدور السكنية، وقمن بمواجهته، في غياب شبه تام لرجال القرية، الذين كانوا منهمكين في أشغال خارج الدوار. مصدر من الدوار، أعاد سرد تفاصيل الحادث، الذي كاد يتسبب في كارثة، بسبب الرياح القوية، التي أججت الحريق، وسمحت باتساع رقعته، مخلفا خسائر مادية، بينما لم يخلف خسائر في الأرواح. الحريق، الذي استنفر نساء القرية، اندلع في حقل قصب مجاور لواد ورغة، وبدأ يتمدد في تجاه حقل الزيتون، وأيضاً في تجاه أكوام التبن، قبل أن تضمر نساء الدوار عن أذرعهن، وشرعن في مواجهة الحريق، سلاحهن الوحيد براميل المياه، وكمية من الأتربة يحفرنها من حقول مجاورة. أزيد من 20 امرأة واجهن الموت، وضحين بأرواحهن لإنقاذ الدوار، ومنع توغل الحريق في حقول الزيتون، التي نجت بفضل تدخل دام لأزيد من 9 ساعات، وتحديدا إلى منتصف الليل. عودة الرجال إلى القرية، واطلاعهم بتفاصيل الحادث المأساوي، أجبرهم على الانحناء لنساء الدوار، والاعتراف بمجهوداتهن، التي انبهرت لها عناصر الوقاية المدنية، ومسؤولي السلطة المحلية.