بعد العفو الملكي، ليلة عيد الأضحى، عن 184 معتقلا من حراك الريف، من بينهم 11 من رفاق ناصر الزفزافي، كشفت عائلات هؤلاء المعتقلين المعفى عنهم معطيات جديدة، وتفاصيل عن آخر أيام الاعتقال، وتلقيها خبر الإفراج عن أبنائها. واستضافت الإعلامية كريمة أزحاف، في برنامجها ريفيزيون بالمؤنث، الذي تعده، وتقدمه من برلين بعضا من عائلات المعتقلين المفرج عنهم. وكانت قناة "ريفيزيون" قد أعلنت، في وقت سابق، أن جلول بدر بولحجل، رفقة عائلته سيحلان ضيوفين على البرنامج، إلا أن تزامن توقيت بثه مع وجود بدر بولحجل رفقة باقي النشطاء في زيارة تضامن لمنزل والد ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، حال دون حضوره الحلقة. والدة بولحجل تدخلت في البرنامج، الذي يبث باللهجة الريفية، وحكت عن لحظة تلقيها خبر الإفراج عن ابنها، وقالت "لم أصدق الخبر، أخبرتني حياة بأن بدر حر طليق، لكن نهرتها، وقلت لها لا أصدق، ولن أصدق، بدر حر حين يكون بين ذراعي.. ربما لهذا عانقته بتلك الطريقة… كنت أتأكد أنه هو فعلا بدر". واستدركت أم بولحجل، وقالت: "لكن فرحتي ناقصة، نعم بدر حر طليق.. لكن أين البقية؟ "لتضم صوتها إلى أصوات باقي أمهات المعتقلين، المطالبات بالإفراج عن باقي معتقلي "حراك الريف". وحلت شقيقة بدر بولحجل ضيفة على البرنامج ذاته، وروت شهادتها، وتفاصيل تلقيها، وعائلتها خبر الإفراج عن أخيها بعد أزيد من سنة من الاعتقال، وقالت إن صدمة خبر الإفراج لا توازيها إلا صدمة سماع الأحكام، وأضافت "صدمنا بسماع الأحكام، وصدمنا بسماع خبر الإفراج". وحول حيثيات تلقيها خبر الإفراج، قالت حياة بولحجل: "لم تكن هناك بوادر قبلية، الساعة كانت تشير إلى السابعة مساءً، كنت أتجول في السويقة، وأقتني بعض الحاجيات، اتصل بي شقيق أحد المعتقلين، فاخبرني بالأمر، فطلبت منه أن يتأكد أولا قبل إخباري، بعد ذلك تلقيت اتصالا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان أكد لي الخبر، وقال إن تنقل المفرج عنهم سيتكفل به المجلس، وفعلا تكلف بذلك". وأضافت أخت بولحجل تعليقا طريفا عن طريقة نقل المعتقلين، المستفيدين من العفو الملكي، ضاحكة: "نقلوا بالحافلة هذه المرة وليس بالمروحية"، في مقارنة بين وسيلتي نقلهم عند الاعتقال، وبعد العفو، وتابعت أنه ربما الذهاب إلى السجن بالمروحية، ومغادرته بالحافلة، تعبير وصورة واضحة عن حقوق الإنسان. وعن ظروف إخبار بدر بولحجل باستفادته من العفو الملكي، قالت شقيقته إنه "كان قد قاد تحكيم مباراة لكرة القدم بين رفاقه، وبعدها التحقوا بزنازنهم، وبينما كان يحضر "الكاميلة"، التي وعد بها رفاقه، دخل عليه مسؤول، وطلب منه أن يجمع أمتعته، فانتفض في وجهه، وامتنع عن القيام بذلك، لأنه كان يعتقد أنهم سيرحلونه، وهنا تدخل باقي النشطاء، ودخل الجميع في نقاش، اضطر معه مدير السجن إلى الحضور لتوضيح الأمر". وزادت المتحدثة نفسها أن تلك اللحظات كانت عصية جدا على شقيقها، إذ "بينما كان مغادرا الزنزانة، كان باقي السجناء، من ناصر، وباقي إخوانه، وهم جد فرحين، يلوحون له بأيديهم، فيما لم يتمالك هو نفسه، وبكى". وتابعت شقيقة بولحجل أنه "من غرائب الصدف أن المعتقلين، الذين لم يفرج عنهم هم الأكثر فرحا بمغادرة 11 من رفاقهم السجن، فيما هؤلاء ال 11 الأكثر حزنا، لأنهم تركوا إخوانهم في الزنازين، السجناء فرحوا بحرية المفرج عنهم لأنهم أحيوا فيهم أمل الإفراج". وفي البرنامج ذاته، تدخلت والدة المعتقلين الثلاثة من عائلة العنابي، التي كانت تلقب ب"خنساء المعتقلين"، والتي تحدثت باسم أمهات المعتقلين، المفرج عنهم، وأكدت أن فرحتها لم تكتمل حتى بعد إطلاق سراح أبنائها الثلاثة، لأن باقي المعتقلين كلهم أبناؤها. وقال محمد العنابي، أحد المعتقلين، في مداخلته خلال البرنامج: "لو عرفنا أن العفو لم يشمل كل المعتقلين لما خرجنا"، وعبر عن صعوبة الحياة، التي يعيشها المفرج عنهم في ظل استمرار اعتقال باقي رفاقهم، الذين تقاسموا معهم الكثير على أرض الاحتجاج في الحسيمة، وفي زنازين الاعتقال، ولخص شعور المفرج عنهم، بعد أيام من مغادرة السجن، بالقول: "في ظل اعتقال إخوتنا لا نحس بالحرية".