على الرغم من تهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 40 في المئة من صادرات النفط العالمية، إلا أن أسواق النفط حافظت على هدوئها. وارتفت الأسعار قليلًا إثر تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران، لكنها عاودت انخفاضها "وكأن شيئًا لم يكن"، وفق موقع "ذا هيل" الاقتصادي الأمريكي المتخصص بالطاقة. ومن المتوقع ألا تشهد أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا حتى وإن هبطت صادرات النفط الإيرانية إلى مستوى صفر، لأنه سيتم تعويضها بسرعة من قبل المملكة العربية السعودية التي تحتفظ بطاقة فائضة تقدر بنحو مليوني برميل يوميًا. وفي تقرير نُشر أمس الثلاثاء، اعتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن أسواق النفط يمكن أن تتأثر بشكل كبير في حال تعطل صادرات النفط السعودية. ونقل التقرير عن الباحث والمؤلف الأمريكي فيليب فيرليجر قوله، إن أسعار النفط قد تصل إلى 200 دولار للبرميل، ويمكن أن تقفز إلى 400 دولار في فترة 12-18 شهرًا القادمة، بسبب التوترات الإقليمية ونقص وقود الديزل عالميًا. وقال التقرير: "قد يكون سيناريو فيرليجر صحيحًا، ولذلك على مصافي النفط في العالم أن تسعى إلى تكييف نفسها لإنتاج الديزل منخفض الكبريت، للالتزام بالقوانين البيئية الجديدة، ما قد يتسبب بنقص حاد في الوقود، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط". ورأى التقرير أن أسواق النفط تواجه حاليًا عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، بما فيها العوامل الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط. وقال: "صحيح أن هناك حربًا في سوريا واليمن، لكنها تعتبر في أسواق النفط مجرد ضجة خلفية، في حين من غير المرجح أن تتأثر الأسواق بانخفاض صادرات النفط الإيرانية نتيجة العقوبات الأمريكية، حتى وإن وصلت إلى مستوى صفر..، لكن في حال حدوث هبوط حاد في صادرات النفط السعودية، ستتأثر الأسواق بشكل كبير". ولفت التقرير ، الذي نشره موقع "إرم نيوز"،إلى عامل آخر وهو تفضيل منظمة أوبك أسعارًا مرتفعة، منوهًا بتحالف السعودية وروسيا قبل عامين، لخفض الإنتاج من أجل رفع الأسعار، مشيرًا إلى أن اتفاق زيادة الإنتاج الأخير لوقف صعود الأسعار لا يزال "مجرد كلام". وأوضح التقرير أن هناك مخاطر كثيرة أخرى تواجه أسواق النفط، بما فيها مخاطر عالمية، لافتًا إلى أن الأسواق باتت متطورة ومعقدة، لدرجة أن بإمكانها استيعاب أخبار سيئة قليلة وبعض "التغريدات الرئاسية"، في إشارة إلى تغريدة ترامب ضد إيران. وختم قائلًا: "غير أن الأسواق لا تحب ولا ترتاح لحالات الغموض.. فالخطابات السياسية الحادة لا تساعد السوق ويبدو أن القصة الخيالية التي كنا نحاول قراءتها أصبحت حقيقة وليست خيالًا".