اهتزت مدينة تازة، أول أمس الجمعة، على وقع فاجعة رحيل اثنين من أبنائها، اللذين قضيا غرقا في البحر، بعدما فشلا في مواجهة أمواج المتوسط للوصول إلى "جنة أوربا"، هربا من وطن فشل في احتواء طموحهما، وتحقيق أحلامهما. يوسف سلف، ويوسف قريوح، شابان تشاركا الاسم نفسه، والأحلام، والمصير ذاتيهما، كانا قد غادرا حي الكوشة في مدينة تازة، قبل شهرين، وهما يحملان رفقة مجموعة من شباب المدينة أحلاما اعتقدا أنهما سيحققانها فوق أرض أوربا، فاتفقا مع أحد المهربين على الهجرة السرية من شمال المغرب في اتجاه إسبانيا مقابل مبلغ 5000 درهم. أحلام الشابين تحولت إلى كابوس خيم على مدينة تازة بأكملها، بعدما انقطعت أخبارهما، منذ مغادرتهما المدينة، على الرغم من محاولات أسرتيهما البحث بطرقها الخاصة على خبر يكشف مصيرهما. وفي الأسبوع الماضي، تلقت أسرة يوسف سلف خبر العثور على جثة ابنها مرمية في شاطئ مدينة الناظور، بعدما بعثرها الحوت، ومزقها، إذ عثر عليها من دون رأس، ولولا الأوراق الشخصية، التي ربطها الفقيد في خصره لما تم التعرف على هويته، بينما لاتزال جثة صديقه مختفية وسط مياه البحر. وعمل يوسف في مدينة تازة مع ممول الحفلات، واختار الهجرة بعدما غادر عمله، ولم يستطع إيجاد فرصة شغل، شأنه شأن أغلبية شباب المدينة، حيث تعرف على مهرب سري، وعده، رفقة أكثر من 40 شابا على تهجيرهم إلى أوربا، عبر قارب مطاطي من سواحل مدينة الناظور في اتجاه إسبانيا. ووري، أول أمس، جثمان الشاب يوسف الثرى وسط مدينة تازة، في جنازة شيعتها عائلته وأصدقاؤه، وشباب شاركوه الحلم، الذي لا يزال يرودهم.