في خطوة أعادت إلى الأذهان ذكريات مشابهة، تناقل العشرات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات للمشاركة في وقفة احتجاجية على الحدود المغربية الجزائرية، لدعوة المسؤولين في البلدين إلى إنهاء حالة اغلاق الحدود البرية بين البلدين وفتحها من جديد. ووفق مصدر مطلع فإن نشطاء مغاربة قرروا تنظيم وقفة يوم 22 يوليوز الجاري، عند النقطة الحدودية "زوج بغال"، بالتزامن مع وقفة مشابهة أعلن عنها نشطاء في الجزائر يعتزمون تنظيمها بالقرب من النقطة الحدودية العقيد لطفي. وأحيا الموقف الجزائري من ملف تنظيم المغرب لكأس العالم 2026 أمال الشعبين في البلدين، في عودة العلاقات بين المغرب والجزائر إلى طبيعتها، وفي مقدمتها فتح الحدود البرية للتخفيف من معاناة الشعبين في التنقل بين طرفي الحدود بحكم علاقات القرابة التي تجمع آلاف العائلات في كلا البلدين. وفي الوقت الذي لم تشأ أية جهة جمعوية أو سياسية تبني هذه الخطوة، كشف مصدر مطلع أن عددا من الجمعيات بمدينة وجدة، وبالخصوص في قطاع التجارة، تدارست الأمر أخيرا وطرحت مسألة تبني المسيرة، لكن تخوفاتها من حدوث أي تطور في سلوك المحتجين خاصة أمام النقطة الحدودية، جعل هذه الجمعيات تؤكد على مشاركتها في الوقفة دون أن تتبنى تنظيمها. وأبرز نفس المصدر بأن التوقعات تشير إلى مشاركة مكثفة في هذه الوقفة، بالنظر إلى الظرفية التي تم الإعلان عنها فيها، خاصة وأن هناك تحركات رسمية لتقديم ملف مشترك لتنظيم كأس العالم سنة 2030 بين الدول المغاربية. وما قد يدفع المواطنين إلى المشاركة أكثر، هو الرغبة في تجاوز المعاناة التي تطرح للعائلات في كلا الجانبين، بسبب إغلاق الحدود البرية، فبعدما كانت هذه العائلات تلجأ إلى عبور الحدود بشكل سري، أصبح ذلك غير ممكن اليوم بسبب التجهيزات الهندسية التي وضعت على الحدود وتشديد الرقابة على الشريط الحدودي، ما يضطر بعضهم رغم أن مشوار السفر لا يستغرق إلا أقل من ساعة في حال كانت الحدود البرية مفتوحة، إلى قطع آلاف الكيلومترات بمبالغ مالية باهظة للوصول إلى مقصدهم.