لم تفلح أسرة من حي بني مكادة في مدينة طنجة الأسبوع الماضي، من إيجاد طبيب مختص في أمراض الدم بمستشفى التخصصات "دوق دي طوفار" بمدينة طنجة، لتضطر مكرهة إلى إعادة أمهم المريضة بفقر الدم إلى البيت، بعد تمطيط موعد زيارتها للمرة الخامسة على التوالي، بسبب غياب الطبيبة الوحيدة في المستشفى منذ شهر يناير الماضي. وعلمت "أخبار اليوم" أن عائلة المريضة بفقر الدم احتجت بشدة على مسؤولي المستشفى المذكور، بعد أن تم تمديد موعدها إلى أجل لاحق اقترب أن تدور عليه شهور السنة، توجهت إلى مستشفى محمد الخامس من أجل تدارك الأمر، لكن إدارة هذا الأخير أخبرتهم بأن هذا الاختصاص الطبي موجود فقط في مستشفى "دوق دي طوفار"، أو عليهم التوجه إلى المصحات الخاصة، في حين أن وضعيتهم الاجتماعية الهشة لا تسمح لهم بتحمل تكاليف التطبيب في القطاع الخاص.حالة هذه الأسرة ليست الوحيدة في مدينة طنجة، التي يتعدى عدد المستفيدين بتراب عمالتها ونواحيها من نظام المساعدة الطبية "راميد" 200 ألف شخص، ممن حصل معها أمر مماثل في المستشفى المذكور، إذ هناك حالات عديدة يقع معها نفس الأمر وفق ما أكدته مصادر عليمة ل "أخبار اليوم"، حيث يأتي المرضى باحثين عن التشخيص والفحص والعلاج، دون أن يعثروا على الخدمات الطبية اللازمة في هذا التخصص الهام. مصدر مسؤول من إدارة مستشفى "دوق دي طوفار"، عزا غياب الطبيبة الوحيدة المتخصصة في أمراض الدم، والتي يشهد لها المتابعون للعلاج معها بالكفاءة والاستقامة في أداء مهامها، إلى كونها تغيب مضطرة بعذر مقبول بسبب معاناتها مع علة صحية، فضلا عن ذلك، يضيف المصدر نفسه، أنها أشرفت على الإحالة على التقاعد، وبالتالي فإن الحالات التي تفد على المستشفى بحثا عن العلاج من أمراض فقر الدم والغدد الليمفاوية والطحال، لن تجد من يقوم باستشفائها في انتظار تعيين وزارة الصحة لأطر طبية جديدة. من جانب آخر، أكد مصدر إداري من المستشفى الجهوي محمد الخامس، في حديث مع الجريدة، أن حوالي 70 في المائة من حالات المرضى الذين يفدون إلى قسم المستعجلات، يتبين بعد تشخيص حالتهم المرضية أنهم يحتاجون إلى تخصص أمراض الدم، ويتم إحالتهم على مستشفى التخصصات "دوق دي طوفار" المجاور للمركز الجهوي محمد الخامس، مشيرا إلى أن هذا الأخير يتوفر فقط على طبيبة واحدة متخصصة في "الأوعية الدموية"، وهي بدورها تشتغل تحت ضغط كبير جدا بسبب الطلب المتزايد على هذا التخصص أيضا. وفي الوقت الذي يقوم الوزير التقدمي في الحكومة المكلف بحقيبة الصحة، أنس الدكالي، منذ أيام، بزيارات ماراطونية لتفقد مستشفيات المملكة في مناطق نائية من التراب الوطني، قصد الاطلاع عن قرب على ظروف العمل بها وسيرها الإداري والخدماتي، وتفقد النواقص والاختلالات، فإن هناك مواطنين في مدن كبرى مثل طنجة، يحتجون بشكل شبه يومي أمام المستشفيات بسبب تمطيط مواعد زيارتهم الطبيب، الأمر الذي يتطلب تدخلا ناجعا لتدارك النقص الحاد في الأطر الطبية حماية لصحة المواطنين من الخطر.