لا تزال تفاصيل الحضور المغربي في القمة الإفريقية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بداية الأسبوع الجاري، محط جدل في وسائل الإعلام الموريتانية، والمغربية على حد سواء، ما دفع الحكومة الموريتانية إلى التوجه إلى وسائل الإعلام لتوضيح حقيقة عدم استقبال الوفد المغربي، المشارك في قمة نواكشوط، بما يتناسب مع البروتوكول المعمول به دوليا. وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الذي ترأس الوفد المغربي المشارك في قمة نواكشوط، وصل إلى العاصمة الموريتانية، مساء يوم السبت الماضي، ولم يجد في استقباله إلا الأمين العام لوزارة الخارجية الموريتانية، على الرغم من أن المسؤولين المغاربة في العاصمة نواكشوط، حاولوا أن يحضر وزير خارجية البلد المضيف لاستقباله، لكن من دون جدوى. الاستقبال الباهت لبوريطة في نواكشوط، سوئلت عنه الحكومة الموريتانية، أمس الخميس، عقب اجتماع مجلسها الحكومي، ما جعل وزير خارجيتها، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يقدم توضيحات، قال إنها أساسية حول الموضوع، لإزالة أي لبس يمكن أن يؤثر في العلاقات بين البلدين. وقال ولد الشيخ أحمد إنه لم يستقبل أيا من الوزراء الأفارقة، الذين وصلوا إلى مطار نواكشوط "أم التونسي"، ومنهم الوزير التشادي والسنغالي، وليس فقط الوزير المغربي، مشددا على أن العلاقات بين البلدين، المغرب، وموريتانيا، تتجه في منحى إيجابي، وأضاف "علاقتنا بالأشقاء في المغرب تتحسن، وممتازة، ونطمح إلى تطويرها أكثر، وتعيين السفيرين الموجودين الآن في العاصمتين سيسمح لنا أن نطورها". وعلى الرغم من التصريحات الموريتانية الرسمية، التي تغازل المغرب، إلا أن المسؤولين المغاربة لا يزالون متحفظين في حديثهم عن العلاقات المغربية الموريتانية، إذ رفض وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، خلال ندوة صحافية له على هامش القمة الإفريقية في نواكشوط، تقديم أي توضيحات حول العلاقات بين البلدين، على خلفية موقف نواكشوط من قضية الصحراء المغربية، واكتفى بالقول إن "موريتانيا تقف موقف الحياد، وتعبر عن آرائها داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي". التكتم المغربي بخصوص العلاقات المغربية الموريتانية امتد إلى ندوة المجلس الحكومي، أمس، وطرح هذا الموضوع على الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، خلال ندوة صحافية له، أمس، فاكتفى بالقول إن "إرادتنا إسراء تعاون فعال وإيجابي يعكس مبادئ حسن الجوار، ويعكس انتظارات الشعبين"، رافضا الإدلاء بتوضيحات أكثر حول طبيعة العلاقات بين البلدين اليوم.