في خطوة مفاجئة قرر عدد من معتقلي حراك الريف، ويتعلق الأمر بكل من ناصر الزفزافي ونبيل أحمجيق وربيع الأبلق وغيرهم، عدم استئناف الحكم الصادر في حقهم، حيث أكدت مصادر من هيئة الدفاع أن المعتقلين المعنيين أخبروها، يوم الجمعة الماضي، عن عدم رغبتهم في استئناف الحكم الذي صدر في حقهم، والتي وصلت إلى 20 سنة سجنا نافذا. وحسب المصدر ذاته، فإن هيئة الدفاع تحاول ثني المعتقلين عن تراجع عن هذه الخطوة، حيث قال محمد أغناج، عضو هيئة الدفاع، إن ناصر الزفزافي وربيع الأبلق ومعتقلين آخرين لازالوا ممتنعين عن تقديم الاستئناف، مؤسسين موقفهم على عدم ثقتهم في مسار المحاكمة، لافتا إلى أن جهود الإقناع التي قدمتها هيئة الدفاع، دفعت المعتقلين لطلب مهلة للتفكير في الأمر. وفي هذا الشأن، أكد المحامي عبدالصمد الإدريسي في حديثه ل"أخبار اليوم"، أنه "بعدم استئناف الحكم من طرف الزفزافي ورفاقه فلن تبقى أي طريقة لتعديله إلا العفو، والعفو ليس بأيديهم"، يقول الإدريسي، مضيفا "ما دام أن هناك أملا حتى لو كان ضعيفا لا يجب عليهم التنازل عن حقهم، وعليهم أن يقوموا بجميع الإجراءات القانونية التي من شأنها أن تخفف العقوبة". ويسفر عدم استئناف الحكم، حسب القانونيين، بكون المتهم راض عن الحكم الابتدائي، حيث إنه إذا تم استئناف الحكم من طرف النيابة العامة أو من طرف المطالبين بالحق المدني، ليس من حق دفاع المتهم أن يطالب خلال أطوار المحاكمة بتخفيض العقوبة، فأقصى ما يمكن أن يطلبه تأييد الحكم الصادر في الابتدائي، في حين يمكن للأطراف الأخرى من المحاكمة المطالبة برفع وتشديد العقوبة. وفي هذا الصدد، خولت المادة 457 من قانون المسطرة الجنائية للنيابة العامة استئناف الأحكام الصادرة في الدعوى العمومية، حيث نصت على أنه يمكن للمتهم والنيابة العامة والمطالبين بالحق المدني، وللمسؤول عن الحقوق المدنية، استئناف أحكام غرفة الجنايات أمام المحكمة نفسها في ظرف عشرة أيام من صدور الحكم الابتدائي. من جهة أخرى، قرر 43 معتقلا خلال زيارة هيئة الدفاع لأول أمس الاثنين، استئناف الأحكام الابتدائية الصادرة في حقهم، في انتظار أن يسجل باقي المعتقلين الذين طلبوا مهلة للتفكير استئنافهم قبل انقضاء أجل الاستئناف المحددة في عشرة أيام. بدوره قرر الصحافي حميد المهدوي، استئناف الحكم الصادر في حقه بعد تمنعه أيضا عن سلك مرحلة الاستئناف، لكن بعد محاولات إقناعه من طرف هيئة الدفاع تراجع عن قراره. هذا، وأكد أغناج، عضو هيئة دفاع معتقلي حراك الريف، أن الحالة الصحية لربيع الأبلق، الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ 35 يوما وصعبة، قد تدهورت حالته بسبب امتناعه عن تناول الماء والسكر منذ ثلاثة أيام، فيما أكد أن كل من محمد جلول، عبدالعالي حود، بدر الدين بولحجل، محمد الاصريحي، الحبيب الحنودي ونبيل أحمجيق يخوضون إضرابا عن الطعام منذ الجمعة الماضي بعد منعهم من حقهم في استعمال الهاتف، كما أن قائد الحراك ناصر الزفزافي، هو الآخر دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على عدم وفاء إدارة السجن بوعودها التي وعدت بها في إطار مساعي إيقاف المعتقلين لإضرابهم السابق، وذلك بحضور المجلس الوطني لحقوق الإنسان، رغم انصرام أجل الشهر الذي تم تحديده لإنجاز تلك الوعود.