بعد هدوء دام لأشهر في مدينة الجوهرة الزرقاء، الحسيمة، ووسط انتظارات بالإفراج عن معتقلي الحراك الشعبي في الريف، صدم أهالي المعتقلين، وعموم سكان الريف بخبر الأحكام، الصادرة في حق الزفزافي، ومن معه، أول أمس الثلاثاء، التي وصلت مدتها إلى أزيد من ثلاثة عقود. وبعد انتشار الخبر، الذي لم يستسغه سكان الريف، خصوصا، والشعب المغربي عموما، كالنار في الهشيم، خرج المئات من المواطنين للإحتجاج في مجموعة من المدن المغربية، خصوصا الدارالبيضاء، والرباط، والحسيمة، والناظور، ومدن أخرى.. صادحة حناجرهم بشعارات منددة، ومستنكرة للأحكام، التي طالت النشطاء، تارة بالزغاريد، والعويل، والبكاء، وتارة أخرى بشعارات قوية من قبيل "الموت، ولا المذلة"، و"كلنا المعتقل"، و"عاش الريف ولا عاش من خانه". وقوبل بعض الخرجات بالمنع، والقمع، إذ تم تفريق المحتجين للحيلولة دون اتساع رقعة التظاهر، والاحتجاج. وعاين "اليوم24″، خلال جولة في الحسيمة، طوال يوم أمس الخميس، رفع عائلات معتقلي الحراك في الريف، وبعض من النشطاء أعلام سوداء فوق أسطح منازلهم، وعلى رأسها منزل الزفزافي، تعبيرا عن غضبهم، ورفضهم لهذه الأحكام، التي وصفوها ب"غير العادلة والقاسية" في حق قائد الحراك ناصر الزفزافي، ومن معه، والتي بلغت أزيد من 300 سنة سجنا نافذا. وتروج مجموعة من الأخبار في شوارع الحسيمة، ومقاهيها، ووسط نشطاء الحراك حول اعتقال بعض الشباب من قبيل "نبيل الكرودي، وخالد الروبيو"، وآخرون، بينهم قاصرين، ليلة أمس الأربعاء، أثناء استعدادهم للخروج إلى الاحتجاج. وتعرف مدينة الحسيمة استنفارا أمنيا مكثفا، حيث يوجد عدد كبير من القوات العمومية، ودوريات الأمن من سيارات، و"سطافيتات" ودراجات نارية، وعناصر أمنية متفرقة في أزقة، وشوارع المدينة، وأخرى بزي مدني في المقاهي، والأحياء الشعبية، تحسبا لمنع أي احتجاج ممكن. وهناك حديث في الشارع الحسيمي بين نشطاء، وحقوقيين حول إمكانية تخصيص يوما للإضراب العام، في خطوة تصعيدية ضد الأحكام، التي وصفوها ب"الجائرة"، و"القاسية"، و"غير العادلة"، مطالبين بالتراجع عنها. ولم يحدد بعد زمن ليوم الإضراب، بينما هناك دعوات من عائلات المعتقلين إلى النساء، والرجال للخروج بزي أسود، تعبيرا عن غضبهم.