دفعت صدمة الأحكام الصادرة في حق معتقلي حراك الريف بالعديد من المواطنين على اختلاف توجهاتهم والهيئات التي يمثلونها للخروج للاحتجاج بعدد من مدن المملكة تضامنا مع المعتقلين وعائلاتهم، وللتنديد بالأحكام التي أجمعوا على وصفها ب"الظالمة والقاسية". وأصدرت محكمة الاستئناف في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، أحكامها في حق معتقلي حراك الريف والتي تراوحت ما بين 20 سنة سجنا نافذا وسنة موقوفة التنفيذ، حيث تم الحكم على قائد حراك الريف ناصر الزفزافي ب20 سنة وبنفس المدة على نبيل أحمجيق، وسمير إيغيد ووسيم البوستاتي. فبالدار البيضاء، نظمت لجنة دعم معتقلي حراك الريف، وقفة احتجاجية بساحة "مارشال" شارك فيها عدد من الحقوقيين والسياسيين، والذين أدانوا الأحكام الصادرة في حق الزفزافي ورفاقه، والتي وصفوها ب"القاسية" و"الجائرة"، مرددين في السياق ذاته شعارات من قبيل "الموت ولا المذلة"، و"المعتقل رتاح رتاح سنواصل الكفاح"، و"الشعب يريد سراح المعتقل". وحمل العشرات من المحتجين صور معتقلي حراك الريف، ولافتات مكتوب عليها "حداد على حرية واستقلالية القضاء"، و"كلنا الزفزافي"، و"الأحكام القاسية دليل على النزعة الانتقامية للمخزن"، و"الحرية لمعتقلي حراك الريف"، كما طالب هؤلاء بإطلاق سراح جميع معتقلي الريف. وفي السياق ذاته، تجمهر العشرات من المتضامنين مع معتقلي حراك الريف أمام مقر البرلمان بالرباط، مساء اليوم، للتنديد بالأحكام الصادرة في حق الزفزافي ورفاقه، معبرين عن غضبهم وصدمتهم من النهاية التي آل إليها ملف الريف، بعد أن وزعت استئنافية البيضاء أزيد من 300 سنة على المعتقلين. وبدا الحزن والغضب القاسم المشترك بين كل المحتجين، والذين عبروا عن رفضهم للأحكام "القاسية" التي صدرت في حق معتقلي حراك الريف والتي تراوحت ما بين 20 سنة وسنة موقوفة التنفيذ، مشددين على أن هذه الأحكام "انتقامية"، ومطالبين بضرورة مراجعتها وإطلاق سراح جميع معتقلي حراك الريف. وهزت أحكام الريف الثقيلة، عددا من النشطاء الحقوقيين والمواطنين، حيث خرج العشرات في مسيرة احتجاجية استجابت لنداء دعت إليه "تنسيقية أكادير ضد الحكرة"، وردد المحتجون الذين انطلقوا من ساحة الود بحي الداخلةبأكادير، شعارات من قبيل "فلوس الشعب فين مشات موازين والحفلات" ، و"الزافزافي صوت الشعب"، و"غير خدونا كاملين... راه حنا حاقدين" ، و"الزفزافي خلا وصية.. لا تنازل عن قضية". وبمدينة تزنيت، انطلقت مساء اليوم، وقفة تضامنية مماثلة أمام مسجد السنة (طريق أكلو)، حضرها عدد من ساكنة المدينة أغلبهم طلبة جامعيين، إضافة إلى عدد من المتضررين من السياسات التفقيرية، وصدحت حناجر التزنيتيين بالمطالب الاجتماعية وعلى رأسها التشغيل وتوفير العيش الكريم للمواطنين. واختارت ساكنة الحسيمة، التي عاشت ليلة بيضاء أمس الثلاثاء، غداة الإعلان عن الأحكام في حق معتقلي حراك الريف، خوض إضراب عام، حيث أوصدت المحلات التجارية أبوابها بالكامل، وانخرطت الساكنة في وقفات احتجاجية متفرقة بعدد من الأحياء، احتجاجا على ما وصفوه ب"الأحكام الظالمة" الصادرة في حق أبنائهم، ورافق ذلك إنزال أمني مكثف.