بين الملتزم والركن اليماني، يقف حارس الحجر الأسود متعلقاً على أستار الكعبة المشرفة، يراقب وينظم الزوار والمعتمرين، لتمكينهم من تقبيل "الحجر الأسود". في ذلك، يتناوب 24 رجل أمن في اليوم على مهام الحراسة، للحفاظ على الأداء والتركيز في سباق المعتمرين والزوار لتقبيل الحجر، وتكمن مهمة رجل الأمن "حارس الحجر الأسود" في مساعدة الضعفاء وكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة. وتحدثت مصادر أمنية إلى "العربية.نت" عن أنه في كل ساعة يستلم رجل أمن لحراسة الحجر الأسود، والتي تتوفر فيه مواصفات خاصة، كأن يكون قادراً على المهمة من الناحية الجسدية، بسبب الازدحام والأجواء الحارة والمشقة التي يتعرض لها الحارس خلال ساعة زمنية، إضافة إلى ضرورة معرفته العلمية بما يقوم به الزوار من أعمال، كما للخبرة دور قوي في اختيار الحارس. وتقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، على تطييب وتطهير الكعبة قبل كل فريضة صلاة، عبر مواد التعقيم وماء الورد والعود والأطايب الخاصة بالكعبة، كما يتم تطييب المسجد الحرام على مدار 24 ساعة من خلال طرمبات الرش على مدار الساعة، وأثناء الغسيل تُستخدم مواد معطرة للسجاد والأرضيات. 8 قطع صغيرة.. وفضة خالصة من جهته أوضح مدير وحدة الطيب والبخور برئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي محمد عقاله الندوي ل"العربية.نت" بقوله: "الحجر الأسود يقع في الركن الشرقي الجنوبي من الكعبة، ويرتفع على أرض المطاف متراً ونصف المتر تقريبا، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صوناً له، والحجر الأسود عبارة عن 8 قطع صغيرة مختلفة الحجم، أكبرها بقدر التمرة، ويُروى أن عدد القطع 15، إلا أن القطع السبع الأخرى مغطاة بالمعجون البني الذي يراه كل مستلم للحجر، وهو خليط من الشمع والمسك والعنبر، موضوع على رأس الحجر الكريم، فالمنظور من الحجر داخل في بناء الكعبة المشرفة والتي يحيط به حجارة الكعبة من كل جانب". وكشفت كتب التاريخ، أن طول الحجر كما شاهده محمد بن نافع الخزاعي في القرن الرابع الهجري، قدر ذراع والسواد في رأسه فقط والباقي أبيض، كما رآه أيام السلطان مراد العثماني ابن علان المكي، نصف ذراع وعرضه ثلث ذراع، والحجر أبيض ورأسه أسود. طوق الحجر الأسود وأول من طوق الحجر الأسود بالفضة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، ثم تتابع الخلفاء والأثرياء من بعده في عمل الإطار من ذهب وفضة، وكان آخر من أهدى إطارا للحجر الأسود قبل الحكومة السعودية، السلطان محمد رشاد خان في العام 1331ه، وكان من الفضة الخالصة، وقد أصلح الراحل الملك عبدالعزيز جزءاً من هذا الطوق العام 1366ه، ثم في شعبان العام 1375ه بدل الملك سعود الإطار الرشادي بإطار جديد من الفضة الخالصة.